الصراع على مياه النيل
بقلم
/ انورابراهيم احمد (كاتب اثيوبي)
tel: +251913848421
+251912633816
مياه النيل هي المصدر الوحيد للحياة للدول التي
تعيش شعوبها على ضفافه وظلت الشعوب تتقاسم هذه المياه منذ أن خلق الله البشرية على
هذه الارض ولم تعرف شعوب هذه المنطقة الصراع او الحروب بسبب المياه وعاشت فترات
طويلة جدا دون أن تعرف المشاكل بسبب هذه المياه التي يعتمدون عليها .
وفجاة ظهر المستعمر الذي اصبحت بعده كل الامور
معقدة حدود جغرافية يصعب للاخر اجتيازها بدون اوراق ودول وحكومات وبل وصلت به ان تدخل وتقسم مصالح هذه الدول وأعطي
الاخر حقوق اكثر من الاخر وقدم اتفاقيات لم يكن يتوقعها الجيران فرض شي لشخص على
حساب شخص ومصالح على حساب مصالح وبهذا دخلت دول حوض النيل لبداية فترة لم يعرف
مستقبلها وخاصة مايتعلق بالمياه التي يعيشون عليها منذ فترات هم راضين عن مشاركتهم لبعضهم البعض بدون
اطماع او صراع.
مع مرور الزمن ظهرت اتفاقية في العام 1902 من قبل الانجليز الذين كانوا يحتلون فرضت
على الامبراطور منليك ان لا يمس مياه
النيل مقابل ان لايتدخل الانجليز في الشؤون الاثيوبية فرضخ الامبراطور منليلك حفظا
لمصالح بلاده وخاصة في ذلك الوقت ان اثيوبيا عبارة عن دويلات صغيرة وممالك متحاربة
وتتربص به عدد من الممالك والحكومات الغربية اهمها ايطاليا والبرتغال والانجليز وكانت
الاطماع الاوربية تنتشر للسيطرة على الدول الأفريقية وبدا تقسيم القارة للدول
الاستعمارية الكبري وصار الانسان الأفريقي مقسما
حسب اسياده الجدد ناهيك عن املاكهم
وظهرت
فترة الاستعمار التي سيطر على النيل باسم مصر خوفا على مصالحه في المنطقة وكأن النيل لم يخلق الا لمصر فقط وبقية الدول
والشعوب لوجود لهم ولا حقوق لهم على هذا الازرق الدفاق واخرج عدد من الاتفاقيات
التي توقعها مع نفسه نيابة عن الدول التي كان يستعمرها انذاك 1929 على ان لا
تستخدم اي دولة قطرة ماء او تقيم مشاريع الا بعد الرجوع لمصر او بالاصح الرجوع
لبريطانيا العظمي التي تستعمر مصر وتحكم السودان وبقية الدول لاوجود لها وكانت تحت
الاستعمار ولايوجد من يتحدث باسمها او نيابة عنها
فهضمت حقوقها في مياه النيل ولم يبقي كما هو عليه بل تم توقيع اتفاقية
العام 1959 بين مصر والسوادن دولتين تستعمرهما بريطانيا اذا بريطانيا وقعت الاتفاق
بينها وبين نفسها .
بدأت
مصر بناء السد العالي في فترة من الزمن
وغرقت حلفا وتم ترحيل اهالي حلفا ( قصة تهجير شعب بكامله)وغرق مدينة حلفا القديمة ولم تحتج اي من دول الحوض وبنى السودان عدد من
الخزانات والسدود بموجب الاتفاقية بينه وبين مصر ولم تحتج دول الحوض ولم تفتح فهما
بكلمة وتطورت الاوضاع في المنطقة في الالفية الثالثة وظهرت مبادرات عدة من اجل دول
الحوض والتعاون بينهم وماهي الا صور واتفاقيات
حبر على ورق وظهرت دول جديدة في المنطقة واصبحت الحقوق تزداد والمطالب تظهر
من جديد في ظل التقدم الذي طرأ على الانسان الأفريقي والمؤتمرات العالمية التي
تنادي بحقوق الاقليات والشعوب حتي ظهرت الاتفاقية التي انقسمت بموجبها دول الحوض
لقسمين الا وهي الاتفاقية الاطارية التي ظهرت
في العام 2010 في مؤتمر شرم الشيخ واخيراً تم التوقيع عليها في عنتبي في يوغندا من قبل ست دول ومعارضة دولتي المصب
مصر والسودان وكانت هذه الاتفاقية ترفض الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها ابان
فترة الاستعمار وطالبت بتقسيم مياه النيل بصورة عادلة والشي الذي رفضته بشدة مصر
والسودان لجوار مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق