بقلم/ أنور
إبراهيم أحمد (كاتب أثيوبي)
تمتاز
ألقهوة الأثيوبية بطريقة إعدادها
وطريقة عرضها وأساليب التقديم من منطقة لآخري ومن قومية لآخري ومعروفا أن البن الأثيوبي يمتاز بجودته وأنواعه
(بن الهضاب والسهول ) وهنالك مناطق أثيوبية اشتهرت بزراعة البن العالي
الجودة مثل مقاطعات جما وهرر وهذه بها أجود أنواع البن (ارابيكا) .
والقهوة
الأثيوبية تختلف في طرق قليها وإعدادها من منطقة لآخري فهنالك من يقوم بقليه
بطريقة ما على أن لا يحترق للأخر ومنهم من يقليه بوضع الماء عليه وطرق الإعداد يتم
فرش نبات أخضر حتى يوحي بخضرة الطبيعة الأثيوبية حول المكان المقرر لشرب القهوة ، ويضع
بعض الزهور والنباتات التي تعطي روائح جيدة ومنعشة وقبل سكب القهوة تقدم عدد من
الأطعمة الأثيوبية الشعبية هنالك خبر فخم يسمى الحمباشة وهو من الدقيق ويوكل قبل
تناول القهوة حتى لا يشرب الشخص القهوة وهو جائع لكي لا تضر بصحته ومعدته وأيضا يقدم نوع من البذور (الغولو) أو (الفشار) الذي يصنع
من الذرة الشامية وبعض البقوليات وكل هذه المأكولات تقدم مع القهوة وتؤكل قبل شرب
القهوة وبعد تناول المأكولات يتم شرب القهوة والذي يعطر أجوائها أنواع مختلفة من
البخور والصندل والجاولي والعود وأنواع
مختلفة من العطور وكل هذه أنواع من البخور المتعددة التي تعطر جلسة القهوة وبدون
هذه الأشياء لا تكتمل الجلسة ويكون هنالك عنصراً غائباً ومعروفاً أن القهوة تشرب بالتكرار مرة ومرتين
وثلاثة وأحياناً حتى الرابع وكلها بفناجين
مزينة وجميلة .وفي بعض المناطق تقدم القهوة
عدة مرات وإذا لم يقول الجلوس بأن القهوة أعجبتهم يتم تكرارا صناعة القهوة
عدة مرات وخاصة في إقليم تقراي وهذا معناه
أن الضيف لم يتذوق القهوة أو لم تعجبه لهذا لابد من تكرارها من القلية الأولي وحتى
أخر فنجان عدة مرات حتى يقر بأن القهوة ممتازة .
وهنالك
مناطق يتم فيها إعداد القهوة بسكب قليل من السمن على الجبنة (الأداة الفخارية
لصنع القهوة ) أو في القهوة ( وبهذا الطريقة يقال أن الفرد حتى لو لم
يتناول وجبة لا تضر القهوة بصحته) لان الأثيوبيين عادة ما يتناولون القهوة في
الصباح قبل الذهاب للعمل وهذه الطريقة معروفة في منطقة جما وهنالك من يشربونها
باللبن وخاصة في المقاهي العامة في المدن الكبرى ، وجلسة القهوة لابد أن يتخللها
سمر ومرح ونكات وضحك وخاصة عندما يكون كبار السن حول الجلسة فيكون التاريخ
والحكاوي القديمة هي التي تسرد في الجلسة وخاصة الشعر الأثيوبي والحكاوي القديمة
والذكريات ويا حبذا لو كانت الأغاني الأثيوبي من صوت الأجهزة أو أحد الفنانين
الشعبين بجوارك والأغاني الشعبية هي خير ما يستمع إليها في جلسات القهوة الأثيوبية
وفي السابق عندما يتم إعداد أدوات القهوة لصناعاتها يقترب الكل حول الجلسة حتى الذي لا يتناول
القهوة لأنه يفضل الجلسة والسمر الذي
تحتويه الجلسة وحكاوي الكبار فتجد الكل يترقب أن تعد القهوة حتى تفضل عندما تكون على الطبيعة في المناطق
الخضراء والزراعية والتي توجد بها كل المقومات .
وتقديم القهوة يفضل أن تكون من تقوم بهذا الدور فتاة
جميلة وهي ترتدي الذي الوطني الأثيوبي الشعبي بلونه الناصع البياض وكأنها عروس
تستعد ليوم زفافها ترتدي هذا الثوب والكل
من حلولها مشكلاً دائرة أو نصف دائرة كأن البدر وحوله النجوم وتكون الجلسة في كامل شكلها ويبدأ الجميع
باحتساء القهوة استنشاق عطر رائحة البن
المقلي وخاصة عندما يقلي البن أمام الحاضرين ويمرر على الجميع لكي يستنشقوا
رائحته، وعبق البخور والنباتات التي فرشت
على الأرض للجلوس عليها ويبدأ يوم ينسي الفرد معه كل همومه مع الانتعاش بجرعات من
فنجان القهوة الذي بين يديك من البن
الأثيوبي المزروع محلياً.
ومن الأشياء الجميلة والتي لا تنساها عند زيارتك لأثيوبيا هي تناول القهوة في أحدى
الأماكن الشعبية بطقوسها الأساسية والتي تبقي صورة لا تنسي أياً عن هذه البلاد .
والآن انتشرت القهوة الأثيوبية في شتى
أنحاء العالم وأصبحت معروفة كثقافة وخاصة طرق إعدادها فهاجرت هي الأخرى مع هجرة
شعوبها المتكررة لأي مكان فأصبحت سفيرة
للأثيوبيين في كل مكان . وتجد كلمات مثل ( نو بنا ططو ) (كونجو بنا
) (يجبنا بنا ) كلمات يعرفها حتى الذي لا يعرف الأمهرية ، كيف لا وأن أول شي يستقبل به الأثيوبيون
ضيوفهم هي القهوة التي تميزهم عن غيرهم من
الشعوب الأخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق