الجمعة، 15 مارس 2013

الثقافة الأثيوبية في السودان



الثقافة الأثيوبية في السودان

بقلم /أنور إبراهيم احمد (كاتب أثيوبي )
يعتبر الأثيوبيون من أكثر شعوب المنطق ترحالاً وهجرة ومعروف أن أثيوبيا مرت بالعديد الظروف التي جعلت البلاد في السابق معدومة الاستقرار (حروب أهلية –  جفاف- صراع علي السلطة  ) مما حدي بشعوبها أن ترتحل وتهاجر وتنتشر في شتي بقاع الأرض ولا يوجد موقع علي الأرض والا بها جالية أثيوبيا كبيرة وكل هذه العوامل جعلت الشعوب الأثيوبية تتواصل مع الشعوب الأخري التي تتواجد علي الكرة الأرضية .
 كل هذه الأسباب جعلت الأثيوبيون ينتقلون ووهم يحملون معهم ارثهم الثقافي والعادات والتقاليد المتعددة  والأثيوبيون لا يتواجدون في منطقة ولا كانوا في شكل جماعات لان الثقافة الأثيوبية في مجمل أشيائها ارث رقص غناء طعام ومناسبات وكل أشيائها لا تمارس الإ في شكل جماعي هذه هي ميزة الثقافات والعادات لدي الأثيوبيون كل الأشياء في تجمعات وكل هذه الأشياء أي التجمعات تتطلب حمل الأشياء الثقافية والتراثية إذ لا يستطيع الأثيوبي أن يعيش عن معزل من ثقافته وبيئته التي نمي فيها  وكثيرة الأشياء التي تعود للثقافة الأثيوبية وبعضها يمكن توفيرها في موقع أخر كالاطعمة والمشروبات وبعضها لا يتوفر الا في الجغرافية الأثيوبية كالطبيعة والنباتات والخضرة وبعض الأشياء التي تنبع من البيئة المحلية ويحاول أن توليفها من المنطقة التي يتواجدون فيها حتي لا تنقص الأشياء التراثية بعض المواقع حاول التكييف معها بصناعة الأشياء من اقرب المواد التي تتوفر في البيئة المحلية .
فأكثر المناطق في العالم التي يتواجد فيها الأثيوبيون هو السودان وتعتبر الجالية الأثيوبية في السودان من اكبر الجاليات ويأتي ذلك لا سباب عدة :
قرب السودان من أثيوبيا – التواصل بين الشعبين تاريخيا – العلاقة الشعبية والثقافية والتداخل بين البلدين منذ أقدم العصور – الحدود المشتركة بين أثيوبيا والسودان كل هذه العناصر التي ذكرت هي من الأسباب التي جعلت الأثيوبيون يهاجرون للسودان بأعداد كبيرة ومع هذه الهجرات التي كانت في البدء معظمها من شمال أثيوبيا الأمهرا والتقراي لقرب الإقلمين من الحدود السودانية وكثرة تنقل تداخل المواطنين خاصة سكان الشمال الأثيوبي علي مناطق الحدود السودانية لهذا تجد أن أكثر الثقافات إنتشاراً هي ثقافات قوميتي الامهرا والتقراي وكل واحد حسب المواقع بدأت الدخول منها فالمناطق الشرقية الثقافات التقراوية في شمال أثيوبيا التواصل مع ارتريا الذي له تداخل وتشابه مع الثقافات مع شمال أثيوبيا ( التقراوية )ومناطق اواسط الشرق  ثقافات الامهرا للتقارب مع اقليم الامهرا وقرب المواقع الحدودية لهذه المنطقة فقد تاثر معظم سطان شرق السودان بالثقافة التي ترجع لاقليم تقراي وهي الأكثر أنتشاراً في الشرق السودانية ومناطق الوسط الدمازين وسنار ومدني تأثرت بثقافة اقاليم الامهرا وعدة ثقافات أخري  ومع مرور الوقت تعددت الثقافات الأثيوبية في السودان  للحركة الواسعة للأثيوبيون خاصة بعد نهاية اللجؤ وأغلاق المعسكرات التي كانت مغلقة .
فهنالك عدة أشياء أصبحت متداولة في السودان القهوة الأثيوبية وطريقة إعدادها الأطعمة الأثيوبية الإنجيرا والطبس (والزغني ) وهذه الكلمة من باللغة التقرنجة وتختلف عن الامهرية ( قيئ وط ) تعني الطعام المطبوخ بالبهارات لحوم –دواجن ، وهنالك الكتفو وحاول الأثيوبيون التكيف في السودان حتي بعض الأشياء التي لم تتوفر تم صناعتها من الأشياء المحلية (توليفة )  مثلاً ( لا توجد نباتات تفرش في الأرض ملساء الملمس أو كما يسمي محليا (الستي- السأر  ) فتم استعمال نبات السعدة في شرق السودان وبعض النباتات في مواقع أخري ) ( صناعة الكسرة الأثيوبية من الدقيق الذرة بدل الطيف المعروف في أثيوبيا ) وهنالك العديد من النماذج التي شكلت الثقافة الأثيوبية في السودان والتي جزء من يوميات المجتمع السوداني وهنالك العديد من المطاعم الأثيوبية في أحياء الخرطوم (الديوم الشرقية – الصحافات – جبرة – الجريف – الحلة الجديدة – بحري – والعديد من الولايات الأخري  ) ولا ننسي النادي الأثيوبي في الخرطوم الذي يعكس أثيوبيا المصغرة في السودان ويقدم الأشيأء التراثية الأثيوبية ، وتقدم الأغاني الأثيوبية الآن في كل المواقع سودانية كانت أو أثيوبية وأصبحت للأغنية الأثيوبية قبولاً وجمهوراً كبيراً في السودان أكثر من أي بلد أخر والفرق الأثيوبية تحضر للخرطوم وتقدم العروض تلو العروض في جميع المواقع الترفيهية في السودان بصورة دائما ، ولا يوجد سوداني لا يعرف أسماء الفنانين الأثيوبيون ويحفظ الأغاني الأثيوبية  ويترنم معها وللاغاني الأثيوبية وإنتشارها في السودان قصة أخري طويلة لا تنتهي ( ارجع لموضوع الأغنية الأثيوبية وأنتشارها ) فهنالك فنايين سودانيين تغنوا يالعديد من الأغاني الأثيوبية إبتداً من الرعيل الأول ( سيد خليفة وأغنية المازمندانو قصة لاتنتهي – ياسر تمتام –عبد العزيز المبارك – الأصائل – والكثيرين ) حباً تواصلاً لا ينتهي ابداً بين هذه الشعوب وقصة العمالة الأثيوبية التي هي في كل أرجاء  السودان وأصبح الأثيوبي جزء من المجتمع السوداني وفي كل المهن والحكايات والنكات عن الأثيوبيون خاصة مع اللغة العربية وبعض المواقع التي أصبحت حلقة الوصل بين المجتمعين .....إذا الثقافة الأثيوبية خلقت مكانة في المجتمع السوداني وأصبحت جزء من الثقافة السودانية ........

هناك تعليقان (2):

  1. شرق السودان متداخلة مع ارتريا فقط اما تغراي وأمهرا فهم متداخلون مع منطقة سنار وبني شنقول كما قلنا من قبل البجا متداخلة مع ارتريا فقط

    ردحذف
    الردود
    1. يبدوا انك لاتعرف الحدود الاثيوبية جيدا هنالك تداخل لجزمن حدود ولاية كسلا ايضا مع اثيوبيا راجع الخريطة الاثيوبية جيدا قبل التعليق

      حذف