الجمعة، 15 مارس 2013

على خطى ملس



        
على خطى ملس

بقلم/ أنور إبراهيم أحمد (كاتب أثيوبي )

     بدأ النظام الأثيوبي الحالي في مواصلة خطى مسيرة الخطة الخمسية للنمو والتحول التي بدأها رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي تلك الخطة التي كانت في مجملها عبارة عم أخر خطة للرئيس ملس زيناوي ليكافئ بها الشعوب الأثيوبية خلال خمسة أعوام من المشاريع التي وضعت وكانت سوف تنفذ خلال هذه الخمسة أعوام هذه التي مضت منها ثلاثة أعوام حتى الآن . وقد واجهت أثيوبيا والحكومة الأثيوبية العديد من التحديات الخارجية منذ بدء هذه الخطة وأولها التحديات الخارجية التي واجهتها أثيوبيا عقب تدشين سد النهضة الأثيوبية متثملة في إيقاف الدعم من البنك الدولي عقب تدخل بعض الدول وأصرت أثيوبيا مواصلة السد بجهود ذاتية من الداخل وجمع التبرعات ونفس الوقت كانت هنالك سدود أخري قد بدأتها أثيوبيا خلال الأعوام الخمسة الأخيرة  .ومن التحديات عراقيل التي تضعها المعارضة الأثيوبية في كل خطط الحكومة التنموية (مقاطعة بعض الانتخابات – زعزعة الأمن في بعض الأقاليم- التأثير على بعض القرارات الخارجية ) هذه مجل ما تقوم به المعارضة الأثيوبية من عراقيل ، وهنالك التحديات الخارجية التي انقادت لها الحكومة الأثيوبية مثل قضية الصومال – والآن المشاكل الدينية وخاصة (الطائفية) التي بدأت تجتاح البلاد بعد وفاة ملس ، ولا ننسي خلال هذه الأسابيع التي تصاعدت فيها وتيرة التشدد الديني في بعض المناطق وربطها بالسياسة كل هذه تعتبر من العراقيل التي تقف أمام الحكومة الأثيوبية التي كانت ترى أن مسيرة ملس زيناوي يجب أن لا تتوقف ويجب أن تسير لاكتمال المشاريع التنموية ومن ضمنها تطوير أفاق العلاقات الخارجية لأثيوبيا مع الدول المجاورة التي كان يسعى إليها رئيس الوزراء وكان يرى أن العلاقات الخارجية لأثيوبيا لابد من توطيدها خاصة مع الدول المجاورة (السودان –جنوب السودان – جيبوتي – الصومال – كينيا ) لتكامل العديد من المصالح بينها وبين أثيوبيا وكل هذه من ضمن أهداف سياسة ملس في المنطقة بالإضافة لتحقيق السلام والتعايش السلمي في القارة وكان دوماً فيما يخص القارة الأفريقية ينادي بأن تحل القضايا الأفريقية في البيت الأفريقي وهذا ما جعل أثيوبيا  تطالب بأن تكون قوات حفظ السلام في كل من دارفور وأبيي قوات أفريقية بحتة وليست أوربية  ووقع أختيار المشاركة للقوات الأثيوبية لخبرتها وأدوارها في كل من ليبيريا ورواندا وما قامت به من أدواراً وجهود لنشر السلام في المناطق التي شاركت في القارة .
وهنالك جهود كانت مقدرة لأثيوبيا لجمع اشمل السوداني في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا (مفاوضات الحكومتين السودانيتين ) والتي مازالت مستمرة حتى الآن في أثيوبيا لعدة جولات متواصلة تمثيل القارة في عدد من المحافل الدولية ( مؤتمر كوبنهاجن للمناخ – قمة العشرين – الإيقاد) وعدد كبير من المشاركات وأخرها مشاركة المراقبين الأثيوبيين في الانتخابات الكينية (وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدحنوم ممثلاً للإيقاد ) أذاً أديس هي أصبحت جسرا للتواصل بين أفريقيا والغرب عبر العديد من المحافل الدولية سابقاً ( خلال عهد ملس ) والآن عقب وفاة الريس ملس زيناوي .
مازال من إتمام الخطة الخمسية عامين من الفترة المحددة وهاهي أثيوبيا تسير وكأن شي لم يكن ويقول الخبراء السياسيون الأثيوبيون :(أن أثيوبيا تنفذ سياسة دولة وحزب وليس سياسة فرد واحد وإذا مات ملس هنالك العديدين الذين يستطيعون تنفيذ سياسات الدولة الأثيوبية وخطط الحكومة والحزب ) فمعني هذا أن ملس لم يكن مؤثراً لهذه الدرجة ؟ طبعاً لا فأنه كان مهندس خطط التنمية والنهضة التي تمر بها أثيوبيا ومهندس السدود وواضع الأفكار وهناك أجيال استطاعت أن تتعلم منه خاصة زملائه في النضال  وتلاميذه من الأجيال الجدية من السياسيين الذين أثبتوا أن أثيوبيا خلقت أجيال قادة لمواجهة التحديات التي تجابهها البلاد ووضع سياسات قوية للولوج لأفق عالي وأفكار ملس مازالت مستمرة مع هؤلاء الأجيال من السياسيين الذي واكبوا ملس وتربوا على يديه وتجرعوا السياسة والوطنية والإخلاص لحب الوطن وتقديم الجديد من التجارب التي تستطيع أن تفيد البلاد خلال المراحل القادمة .
إذا مات ملس ولم تمت أفكاره ولم تمت برامجه ونظرياته التي استطاعت أن تخرج البلاد من الفقر وتنهض ببلد الثمانين مليون نسمة من مراحل التخلف للمدنية والحداثة والتقدم . رحل وخلف ورائه تحديات وتاريخ لا ينسي وانجازات كتبها التاريخ وسجلها وسوف تدرس للأجيال عبر هذه البلاد .
على خطى ملس تسير البلاد والحكومة وتحاول الخروج من هذه التحديات منتصرة وإكمال المشاريع التنموي التي بدأها رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي  والذي استحق العديد من الألقاب عقب وفاته ( إمبراطور أثيوبيا – أسد أثيوبيا- حكيم أفريقيا – مهندس النهضة الأثيوبية- حامي الأفارقة- رجل السلام-) هذه مجموعة قليلة من الألقاب التي أطلقتها عليه وسائل الأعلام العالمية عقب وفاته.
مازلنا  حتى الآن نري أن السياسة الأثيوبية لم تتغير عقب وفاة ملس وتسير كما هي عليه وكأن البلاد لم تتغير فيه شي يذكر .
تبقي عامين للخطة الخمسية للنمو والتحول التي رسمتها أثيوبيا خلال عهد ملس وحتى الآن تسير الأمور كما هو عليه سوي بعض الأشياء التي تعيق هذه الخطة ومعظمها تتمثل في المحاولات الخارجية التي تحاول عرقلة مشاريع أثيوبيا التنمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق