بقلم /أنور
إبراهيم أحمد ( كاتب إثيوبي )
تتشابه
عدد من الدول المجاورة في طريقة إعدادها لطعامه وطريقة تجهيز المائدة فنجد أن
الدول المجاورة تتشابه في العديد من الصفات وتشترك في عدد كبير من الأشياء والسمات
الثقافية التي جعلت الشعوب تتواصل رغم البعد الجغرافي والعلاقات الثقافية بين
دولتي السودان كثيرة ومتعددة فالعديد من القبائل تتداخل عبر الحدود المشتركة بين
البلدين والتي تعتبر أطول حدود بين بلدان
الشرق الأفريقي ولا نستطيع ثرد وعرض كل الثقافات والعناصر بين البلدين أو أن صح الشعبين ولكن
نتعرض لبعض العناصر أو للقليل منها كنموذج يشترك فيها الشعبين .
هنالك
بعض الأطعمة التي توجد في إثيوبيا والسودان لا توجد في دولة أخري ففي إثيوبيا سيدة
المائدة الأثيوبية هي الإنجيرا أو كما تسمي الكسرة في السودان وفي بعض البلدان
العربية يسموها اللحوح وهذه الإنجيرا لا تخلو منها أي مائدة إثيوبيا مهما كانت
وتختلف من منطقة لأخري في صناعتها وهنالك نوع من الحبوب في إثيوبيا تصنع منها
الإنجيرا يسمي ملحيًا الطيف ولا يوجد هذا الطيف إلا في لإثيوبيا ويستهلكه الأثيوبيون
كثير وبعض المناطق التي لا ينبت فيه الطيف يستبدل بالذرة وفي إثيوبيا بعض المناطق
تصنع الإنجيرا من الذرة كما يفعل الأثيوبيون
الذين يعيشون في السودان حاولوا أن يستخدموا الذرة يدلا ً عن الطيف وتوكل بالعديد من الأطعمة الأثيوبية المحلية
المتعددة (طبس قي وط - شيرو - والعديد من الأطعمة التي تزخر بها المائدة
الأثيوبية وفي السودان توجد الكسرة السودانية الرهيفة التي تصنع من انواع مختلفة
من الذرة (فتريته – مايو – دبر......وأخري ) وهي سيدة المائة السودانية وتؤكل
بالملاحات الشعبية كالويكة والخدرة والبامية والعديد من الأطعمة السودانية
المتعددة ورغم الاختلاف البسيط في صناعة كل واحدة من الكسرتين السودانية كانت أو
الأثيوبية ففي طريقة كل واحدة منها العديد من المراحل وتتشابه في التخمير و صبها
علي الصاج أو الدوكة ووضعها علي الطبق وتقديمها في صينية أو طبق دائري وأشكالها
معظمها دائرية الشكل وصب الأطعمة المصنوعة
من اللحوم وغيرها علي الكسرة (تمليح ) وهذه الطريقة من الأطعمة أو الكسرة لا توجد
إلا في السودان وإثيوبيا وهنالك بعض الدول لديهم أشياء تتشابه أو اقرب للكسرة ولكن
تختلف عن هاتين الطريقتين ففي البلدين تتشابه الكسرة والإنجيرا و هنالك المزيد من الطرق في تحضير كل منها مع
وجبه قليلة مثل عجن الكسرة مع بعض الأطمعة في السودان يسمي ( ملاح النبي – فتة
كسرة- ملاح ) وفي اثيوبية يسمي (فرفر-
طبس فرفر – قانطة فرفر )وهي الوجبات الشعبية المتعددة في البلدين ومحبوبة للشعبين
.
ولاننسي
هنالك من الاطعمة التي يشترك فيها الشعبين ومنها نجد العصيدة التي تصنع في البلدين
ففي السودان تصنع من القمح ودقيق الذرة أو الدخن أو مخلوط من هذا وهذا وفي
أُثيوبيا من دقيق الذرة الشامية أو الدقيق الأبيض أو القمح وتؤكل في كلا البلدين
بعدد من الطرق ففي السودان بالبن أو الويكة أو اللوبيا أو السمن مع اللبن تختلف من
منطقة لأخري غرب السودان عن شرقه من جنوبه عن وسطه في طريقة تقديمها ، وفي إثيوبيا
كذلك تؤكل باللبن أو السمن أو بعض الأطعمة
المصنعة محليا ( لحوم أو أطعمة نباتية ) وتختلف كذلك في إثيوبيا من شرقها لغربها
ومن جنوبها لشمالها في طريقة صناعتها وتقديمها وأكلها وكذلك العصيدة السودانية
والأثيوبية تتشابهان ولا توجد مناطق أخري لدرجة بعيدة وكبيرة .
فهنالك
صناعة الألبان( الروب – زبادي – جبن )
واستخراج السمن وطبخ اللحوم وبعض الاطعمة الشعبية ولا ننسي المشروبات الشعبية خاصة
التقليدية (شربوت – طج -مديدة - عصائر
محلية )والحلبة في السودان وفي إثيوبيا تسمي الأبيش والشاي وطريقة تحضير القهوة في البلدين طقوس
القهوة الأثيوبية التي وفدت من إثيوبيا مع الفشار وتشابهها مع طريقة القهوة
السودانية والجلسة ومراسم إعداد القهوة مع السمر والفرح والتجمع حول صانعة القهوة
وتقديمها للضيوف ( أول – تأني – تالِت
)والبخور الذي يسكب علي المخبر وهو يعطر أجواء الجلسة التي يحتسي الناس القهوة وهم
في جلسة سمر وحكاوي وونسة في الأمسيات في المغربية كل هذه أشياء مشتركة جعلت
الروابط بين البلدين أكثر تواصلاً وحميميأ وتعايشاً .
والعناصر
بين دولتي السودان وجنوب السودان متعددة وكثيرة ومرتبطة منذ زمن بعيد شكلا ولوناً تقليد وعادات وفنون وعناصر أخري لا
يستطيع الفرد أن يعرفها دون المرور بالبلدين وهذه العناصر جعلت الشعبين من أكثر
الشعوب تعايشاً وأندماجاً في الأماكن التي يذهبون إليها اليست جديرة هذه الشعوب في
نبحث في ثقافاته المتشابهة والمتعددة ؟ هذه قصة شعبين تواصلا منذ أن خلق الله
البشرية ورغم الحدود الجغرافية ............مازال هناك المزيد هذا جزء من بحر
التشابه بين الثقافتين .....
أنور
ابراهيم – لإثيوبيا –أديس أبابا – 22-2-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق