الجمعة، 15 مارس 2013

أثيوبيا والسودان أفق بعيد



أثيوبيا والسودان أفق بعيد 
بقلم/ أنور إبراهيم أحمد ( كاتب أثيوبي)
  العلاقة الأثيوبية مع الدول الأفريقية علاقة تاريخية وعميقة منذ أقدم العصور فقدمت أثيوبيا العديد من الدعم للحركات الأفريقية إبان فترة الاستعمار الأوروبي لأفريقية وكان دعم الإمبراطور هيلي سيلاسي للعديد من الرؤساء الأفارقة ضد المستعمر جومو كنياتا  والحركات  الأنغولية  وكذلك العقيد  منقستو قدم الدعم الفني لزمبابوي  للتحرر من الاستعمار في تلك الفترة ووقف الإمبراطور هيلي سيلاسي مع مصر إبان فترة العدوان الثلاثي على مصر حتى اطر لقطع العلاقة الدبلوماسية مع دولة إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي هنالك العديد من الأدوار التي قامت بها أثيوبيا   تجاه الدور المجاورة .
       وتتمتع العلاقة الأثيوبية السودانية بوثائق وعلائق خاصة تتميز به عن بقية العلاقات بين البلدان الأفريقية ، والدور الأثيوبي في القضايا السودانية معروفا ً جدا منذ حركات التمرد السودانية ( حركات الانيانيا) وحركات التمرد الأولى منذ العام 1955 وحتى الحركة الشعبية لتحرير السودان فشكلت أثيوبيا ملتقى حوار للأحزاب المعارضة فدوماً ما يكون مقر المفاوضات بين الحكومة و أحزاب المعارضة إحدى المدن الأثيوبية .ومع مرور الوقت كانت هنالك اتفاقية أديس أبابا في بداية السبعينيات بين الحكومة السودانية والمعارضة إبان فترة حكم الرئيس نميري  توالت العديد من المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية في أديس أببا .
ونشبت الحرب الأهلية والصراع في إقليم دارفور  وتدخل العالم وشاركت إثيوبيا ضمن القوات الأممية المشاركة في عملية حفظ السلام في هذا الإقليم وأبلت بلاً  حسناً وتم سحب بقية القوات على أن تواصل القوات الأثيوبية في هذه المنطقة .
وبعد أن انفصل في العام 2010 جنوب السودان  وتم تكوين دولتين جنوبية وشمالية كانت هنالك العديد من الخلافات بين الحكومتين في جوبا والخرطوم وخاصة ما يتعلق  بالحدود والمناطق المتنازع عليها بين البلدين فكان لأثيوبيا دور في أن يوكل لها بقيادة قوات حفظ السلام في منطقة اببي وتم تحديها 4300 جندي واستضافت العاصمة أديس أبابا عدد من جولات المفاوضات بين الحكمتين السودانية والجنوب سودانية واستمرت لعدة أعوام والتقي رئيسا البلدين في أثيوبي عدة مرات برعاية الاتحاد الأفريقي وتم تحقيق العديد من الإنجازات في أخر ثلاثة مفاوضات توصل الطرفين فيها لحلول ترضي الطرفين وتوقف الحرب والصراع الدائر في المنطقة لعدة أعوام وكانت للحكومة الأثيوبية أدواراً لا تنسي لتقارب وجهات النظر بين الجانبين المتصارعين وخاصة زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي للبلدين لتقريب وجهات النظر ودعوة الرئيسين للجلوس لطاولة المفاوضات وحل الخلافات و القضايا العالقة بين البلدين والدور السوداني تجاه أثيوبيا كبيراً جدا ً وأهمها استضافة الحركات المسلحة إبان الحرب الأهلية الأثيوبية منذ العام 1974 وحتى العام 1991 وكذلك استقبال اللاجئين في فترات الحرب والصراع والجفاف التي ضربت أثيوبيا منذ العام 1985 وكان السودان مسرحا للعديد من العمليات التي تم بموجبها سيطرة الثوار على الحكم في أثيوبيا وتحرك الحركات المسلحة من الأراضي السودانية نحو أثيوبيا وبوابة للإمدادات لقوات الأحزاب الأثيوبية واستقطاب العديد من المجموعات ومعبر للهجرة للشعوب الأثيوبية منذ فترة طويلة للدول الأخرى  .
والعلاقة بين البلدين علاقة شعبية أكثر من كونها سياسية لأن التداخل بين البلدين خلق تواصل لأبعد مدى من جميع الجوانب وهاهي الآن العلاقة يتم الاستفادة منها في العديد من المجالات ويتم ترسيخها بعدد من الاتفاقات التجارية والسياسية والاقتصادية والأمنية بين الحكومتين وتم قطع مسافة كبيرة في هذا المجال حتى الآن وتسير نحو أفق أفضل وقد تصل للتكامل خلال العقود القادمة .
وتعتبر العلاقة بين البلدين من العلاقات التي قد تُثمر ثماراً جيدة لما يتمتع به البلدين من تجارب كبيرة في الجوانب السياسية والتقارب الذي قد يساعد حكومات الدولتين لأن تتكامل في العديد من الأدوار لخدمة مصالح البلدين خلال المراحل القادمة فيملك كل بلد مقومات ( طبيعية –جغرافية – بشرية –اقتصادية -) يحتاجها البلد الأخر وهذا ما يجعل الشعبين والحكومتين مكملين لبعضهم البعض وهذا ما يجعل البلدين يتميزان بقية دول الشرق الأفريقي في توطيد العائق القائمة بينهما  وقد تساعد العديد من العناصر في خلق تكامل بدءاً بالاقتصادي وصولاً  لجوانب أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق