الجمعة، 15 مارس 2013

العلاقة الأثيوبية السعودية في مهب الريح




العلاقة الأثيوبية السعودية في مهب الريح
بقلم /أنور إبراهيم أحمد( كاتب أثيوبي )
النظام الأثيوبي يصعد قضية تصريح نائب وزير الدفاع السعودي الذي صرح به خلال متلقي المياه العربي بالقاهرة متهماً أثيوبيا “إن القرن الأفريقي يشكل تهديدًا على حقوق مصر والسودان في مياه النيل”.وقال أيضاً إن سد النهضة الذي تقيمه أثيوبيا إذا انهار، سوف يؤدي إلى إغراق الخرطوم بالكامل وسوف يصل التأثير إلى «سد أسوان».
وأيضاً قال يعد (« تآمرًا سياسيًا أكثر من كونه مكسبًا اقتصاديًا»، وأنه يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري والسوداني.
وذهب المسئول السعودي في قوله إلى الحد الذي اتهم فيه أثيوبيا بأنها تسعى لإلحاق الأذى بالدول العربية، مشيرًا إلى وجود أصابع تعبث مع الموارد المائية المصرية والسودانية وهي تضرب بجذورها في العقل والجسد الأثيوبي، «إنهم لا يتخلوا عن أي فرصة لإيذاء العرب دون الاستفادة منه» – حسبما قال :وأوضح الأمير أن بناء السد يؤدي إلى نقل إمدادات المياه من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة الأثيوبية وهو ما يعني سيطرة أثيوبية كاملة على كل قطرة مياه، بالإضافة إلى «التسبب في اختلال التوازن البيئي مثير للنشاط الزلزالي في المنطقة نتيجة لوزن الماء الهائل المحمل بالطمي المحتجز أمام السد الذي يقدره الخبراء بأكثر من 63 مليار طن».
كما وصف دول حوض النيل التي تطالب بإعادة تخصيص حصص مياه النيل بأنها تشكل «تهديدًا حقيقيًا» لمستقبل مصر، مشيرًا إلى أن المعلومات تنذر بالخطر «ومن المهم ألا نتهاون مع الخطر في هذه اللحظة وتداعياته في المستقبل
».(مقتطف من أحدي المواقع الالكترونية بتاريخ 27 فبراير 2013 )(عدد كبير من المواقع نقل الخبر والتصريح في هذا اليوم).
وحديث نائب وزير الدفاع  تم بموجبه في أثيوبيا استدعاء السفير  السعودي وطلب استيضاح بخصوص التصريح واتهام أثيوبيا فردت السفارة بأنه حديث شخصي ولكن الحكومة الأثيوبية طلبت رد وتوضيح من الحكومة السعودية .
هكذا الآن شد وجذب وشد من قبل الحكومتين تبرير غير منطقي من الحكومة السعودية وتعنت من الحكومة الأثيوبية وطلب بأن يكون الرد منطقي كيف لا وأن الشخص هو مسؤول كبير في الحكومة وهو يشارك في مؤتمر مهم للغاية وأن قضية  سد النهضة قضية أثيوبيا وليست سعودية هذا ما قاله المسولين الأثيوبيون . والبعض أتهم أن وراء هذا التصريح أيادي مصرية وصارت وجالت وسائل الإعلام الأثيوبية في هذا الموضوع لمدة أسبوع كامل وهي تكتب وتبحث عن الحقيقة الخفية وراء هذا التصريح ( ما الذي جعل المملكة العربية السعودية تصرح بمثل هذا تصريح ؟، ما دخل المملكة بقضايا دول حوض النيل؟ ، هل سد النهضة شأن أثيوبي أم سعودي ؟، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ ) وصار الموضوع الآن مسار جدل وخاصة أن العلاقة السعودية الأثيوبية متينة ومتطورة للغاية وأن المملكة العربية هي الشريك رقم واحد في الاستثمار الأثيوبي وهنالك العديد من الاستثمارات السعودية في جميع المجالات كل هذا ويأتي التصريح من نائب وزير الدفاع السعودي في ملتقي المياه العربي . إذا نستطيع أن نقول الآن أن قضية مياه النيل بها تدخلات بعد هذه التصاريح الغريبة والخطيرة وبدأت الدول العربية التدخل لمساندة الدول العربية .
كل هذا له جذور وبداية لابد أن السعودية أصبحت لديها بعض المصالح التي تجعلها تصرح بمثل هذه التصاريح ومن شخصية قيادية كبيرة في الحكومة السعودية وكيف تنفي هذا الخبر وتعتبره شخصي ؟
 ومن قبل كانت أثيوبيا قد ألقت القبض على بعض الأفراد بتهمة التدخل في الشؤون الدينية وتوزيع أموال في المساجد وتم إبعاد هؤلاء السعوديين من أثيوبيا ،وكذلك خلال شهر رمضان تم إبعاد عدد من السعوديين تم ضبطهم وهم يوزعون منشورات دينية (تدعوا للجهاد)كما قالت الحكومة الأثيوبية  حول المساجد في العاصمة أديس أببا  ، كل هذا يوحي أن، بداية هذه الخلافات كانت منذ فترة طويلة وهي أحداث تراكمية وقد أصدرت وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية بيانا يحذر من السفر إلى أثيوبيا لعدم توفر الأمن والاستقرار ونسبة لتزايد الصراع بين المسلمين ورجال الشرطة الفيدرالية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل تود المملكة العربية السعودية أن توجه رداً لأثيوبيا بخصوص هذه المواضيع ؟ هنالك بعض المستجدات للأحداث خلال هذا الأسبوع هنالك اتهامات عبر وسائل الأعلام السعودية للأثيوبيين المقيمين بالمملكة بأن هنالك عصابات أثيوبية وأن هنالك عمليات إجرامية يقوم يها أثيوبيين وأن عمليات نهب وقتل وسرقة يقومون بها أثيوبيين هذا الحدث عبر وسائل الأعلام الأثيوبية منذ متى يقوم الأثيوبيون بهذا العمليات ومعروف أن العمالة الأثيوبية ملأت المملكة منذ قديم الزمان وكيف تأتي هذه الأخبار الآن ؟  يبدو أن، ما خفي أعظم  !!!
مازالت الأوضاع بين البلدين تحت ستار خفي . والسؤال هنا هل ستستمر العلاقة بين المملكة العربية السعودية كما كانت عليه من قبل أم سيكون هنالك فتور ؟ هذا السؤال الذي يطرح نفسه الأن وهذا ما تحدده مجمل الأيام القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق