الأحد، 14 يوليو 2013

للخروج من الفقر لابد من ترويض النيل


للخروج  من الفقر لابد من ترويض النيل



بقلم/ انورابراهيم احمد (كاتب اثيوبي)


مرحلة اولى ................
       التاريخ الاثيوبي ملئ بالاحداث التي لاينساها التاريخ فكانت لاكثر من اربعمائة عاماً تحت وطاة الحروب والصراعات  اليت فقدت بموجبها اثيوبيا اعداداً كبيرة من الارواح وكانت المراة والطفل اكثر الضحايا الي عانت الامرين جراء هذه التحولات التي شهدتها اثيوبيا وكانت هنالك العديد من نقاط التحول التي كان من الممكن ان تكون البلاد بموجبها بعيدة عن هذا الاحداث فلم تكن اثيوبيا مستعمرة فحاول المستمر الدخول اليها الا ان طبيعتها الجغرافية كانت هي المانع وايضا عناد شعبها من اقوي الاشياء التي لم تجعل كبريات الدول الاستعمارية ان تتهنئ بدخولها وذلك بان هزمت ايطاليا شر هزيمة  في عدوة في العام 1896 م عندما فكرت التوغل الي الجنوب بعد السيطرة على اريتريا ولكن مازال المستمر يتربص حتي وهو خارج اثيوبيا وهو فاشلا في السيطرة عليها حتي ابرم عدد من الاتفاقيات التي من ضمنها عدم انشاء اي مشاريع على النيل وذلك في العام 1902م مع الامبراطور منليك الثاني وخاصة ان الامبراطور لم يفكر في ذلك الوقت في اي سوي ابعادهم عن البلاد وكان المستعمر البريطاني  يراي مصالحه التي تتواجد في مصر والتي كانت اكبر مستعمراته في افريقيا وكما وقع اتفاقية  عام 1929 و1959 والتتي تجعله يتحكم في مياه النيل وعدم السماح لاي من دول المنبع اقامة اي مشاريع على النيل دون الرجوع الى مصر او اليه في ذلك الوقت وصار هو المتحك الوحيد في مياه النيل من المنبع الى المصب ولاحياة لمن ينادي .
وترى اثيوبيا للخروج من الفقر لابد من مشاريع تنموية متعددة واهمهما مشاريع الطاقة الكهربائية لما لاثيوبيا منةمياه متدفقة لم تستفد منها فقررت بناء العديد من السدود التي توفر لها الطاقة الكهربائية التي تستعين بها للتقليل من استيراد المحروقات وتوفير العملات الصعبة بتصدير الكهرباء لدول الجوار وبدأت بناء عدد من السدود وتوقيع عدد من الاتفاقيات لمد بعض الدول المجاورة بالطاقة الكهربائية وبدأت مشاريع الربط الكهربائي مع كل من جيبوتي والسودان .
مرحلة ثانية ............
ومنذ العام 1959 لم تتمكن اي دولة في اقامة اي مشروع خاصة دول المنبع التي كانت في ثبات عميق وصراعت وحرب اهلية وفقر مطقع وتخلف وظلام وحتي الماء كانت هنالك صعوبة في توفيره ومصر هي مصر ارض النيل والنيل لها وحدها دون الاخريين   وما ان بدأ اي مشروع مائي على ضفاف النيل هللت وصاحت بمايسمي الحق التاريخي والاتفاقيات القديمة ونحن من غير نيل لانسوي شي وتهديد ووعيد وتنديد وتشجيب وهلم جرا .........................


مرحلة ثالثة ..................
فليموت الجيمع وتبقي مصر هذه هي المقولة وليست غيرها ويصل الامر للحرب وابطال حرب اكتوبر جاهزين للحرب  وحماية امن مصر المائي الذي يرضون  بالنصيب الذي وضعه المستعمر رفض المصريون كل شي من مخلفات الاستعمار الا الاتفاقيات الخاصة بالمياه شي غريب لماذا اذا لايكون من العدل ايضا ان ترفض الاتفاقيات الاستعماية ؟
مرحلة رابعة ..............
انقلب الحال بعد العديد من المؤتمرات اخرها شرم الشيخ وعنتبي خرجت الاتفاقية الاطارية التي صحت بموجبها دول المنبع ووقعت اتفاقية اصبحت هي المخرج الوحيد والوقوف امام  التعنت المصري الذي يصر بان له حق تاريخي في النيل الا وهو ان لا تمس ايا من الدول نقطة من مياه هذا الجبار الثار الذي خلقه الله للجميع دون فرز او شرط وخرجت المشاريع الاثيوبية التي أججت الصيحات وكان اخرها مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية بسعة تتراوح مابين 6000الى 8000 ميغاواط وهو اضخم مشروع في الشرق الافريقي وهنا تعالت الصيحات حتى وصلت الي التهديد بالحرب ونسف المشروع واللجوء الى الحرب وكانت لاثيوبيا مااردت بان جمعت الاموال التي توقف الدعم بتامر وتحريض من بعض الدول وبيعت الصكوك والاسهم والسندات والتبرعات وتكونت اللجان تلو اللجان فنية وخبراء وغيرها لاعاقة هذا المشروع الجبار ولكن هاهو يظر يوما بعد يوما ينمو وتبدا الحفريات وعمليات التوسيغ في المجري الرئيسي .



مرحلة خامسة ........
 ويتغير المجري وتتدفق المياه في الموقع الجديد متخطية موقع بناء السد وتزداد التوترات والصخب الاعلامي وشد وجزب وتجمعات في مصر وهتافات والاعلام يلعب دوراً كبيراً في الدولتين ويعلب المحلليين والخبراء دورا كبيراً ويلقون تصريحات حسب اهوائهم ومزاجاتهم وتعليقات تتغير وتتغلب حسب راي مايسمي بالمحللين السياسيين والخبراء في شؤون كذا وكذا كل هذا ومازال السد ينمو وينمو وكلمة تغيير اصبحت مضموناً كبير المحتوي وكأن هذا اول سد يقام في التاريخ وقد نسي الاعلام السد العالي وسد الروصيرص وسد جبل اولياء وخشم القربة ومروي وسد النهضة دخل التاريخ من اوسع ابوابه كأول سد صاحب تسجيل رغم قياسي في اهميته الاعلامية لاكثر من اعوام حتي الان وقد تستمر حتى نهايته  .
مرحلة سادسة .......
 ما المتوقع  حدوثه خلال المراحل القادمة من الصراع حول النيل من قبل المنبع والمصب هل سيستقر الوضع في المنطقة ام ستنقاد المنطقة لصراعات بسبب المياه والهيمنة عليها ؟  هنا لابد اولا الانتظار حتى اكتمال سد النهضة الاثيوبي وهنالك الان العديد من السدود والخزانات التي فكرن دول المنبع في إنشائها خلال الاعوام القادمة اذا الخطط الافريقية التنموية هي خطط تستمر حتى العام 2015 وحتي هذه الفترة وضعت الدول الافريقي عدد من المشاريع واغلبها مائية لتوفير الطاقة والمياه للري وللاغراض الاخرى
اذا سيستمر الصراع في المنطقة بخصوص المياه الا يجدر ان تتفق جميع المصالح من اجل الخروج لبر الامان بالمنطقة والابتعاد على التصعيد ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق