الثلاثاء، 1 مارس 2016

معركة عدوة معركة للتحرر الافريقي



معركة عدوة  معركة للتحرر الافريقي
 
بقلم/ انور ابراهيم احمد(كاتب اثيوبي )

 anwarethiop@yahoo.com
anwarethiop@gmail.com
 تاتي معركة عدوة في ذكراها العشرين بعد المائة والبلاد تشهد نهضة وتقدم   واثيوبيا في مقدمة الدول التي تهتم بالقضية الافريقية ويعبر النضال الذي قدمه الاثيوبيين نضال لثورات التحرر الافريقي والتي اعتبرها الافارقة معركة تحرر ذد الاستعمار الغربي الذي سلب كل ثروات القارة الافريقية واضطهد شعوبها واستعبدهم فكانت هذه المعرة التي تعتبر اول معركة يهزم فيها مستعمر اوربي في القارة الافريقية وبهذا توقفت مطامع الغرب في بعض دول القارة الافريقية  .
فكرة الدخول
كانت القوي الغربية تحاول ان تتحرش باثيوبيا في تلك الفترات وخاصة ان البلاد كانت تعاني من بعض الصراعات الداخلية في الايام الاولى مما ادي لظهرت الاطماع الغربية متمثلة في بريطانيا والتي تحاول تامين حدود مستعمرتها  السودان واياطاليا التي بدات تدخل في قلب القارة من الشرق .
فادي الصراع الداخلي دورا كبيرا في تقديم مفاهيم خاطئة عن الحبشة وقوتها في تلك الفترة مماجعل ايطاليا تقوم  باقناع بقية الدول الغربية باهداف استعمارها  لاثيوبيا وتحاول التغلغل داخل الاراضي الاثيوبية من الشرق عبر الاراضي الصومالية والاريترية .
ومع مرور الوقت حاولت اثيوبيا استمالت بريطانيا الى جانبها والتي اصبحت تتخوف من التقدم الايطالى في المنطقة وحاولت ايطاليا كسب بقية الدول الغربية لاى صفها .
منليك يحقق المكاسب لاثيوبيا
وتعتبر هذه المعركة من المعارك الحربية التي تركت بصماتها في تاريخ إفريقيا الحديث تلك المعركة الشهيرة التي وقعت بين ايطاليا وأثيوبيا في أواخر القرن التاسع عشر ، انها معركة عدوه التي أذاقت الإيطاليين كأس الهزيمة علي أيدي قوات أفريقية ، لقد كانت الهزيمة ثقيلة بالقدر الذي أجبر إيطاليا علي الإستجابة لمطالب الامبراطور منليك بإلغاء المعاهدة التي كانت سببا في الحرب ، وكذلك سعيها عقد معاهدة صداقه معه في نفس عام المعركة.




المعركة في مدينة عدوة
تقع مدينة عدوة في اقليم تقراي في شمال اثيوبيا على بعد حوالى 870 كيلو متر شمال العاصمة الاثيوبية اديس اببا وهي مدينة محاطة بالجبال وبها معالم جغرافية واراضي وعرة وهي تعتبر الاقرب من الاراضي الاثيوبية لمداخل اثيوبيا من الشمال .

بداية المعركة
وفي الساعة الحادية عشرة من مساء السبت تحرك الجيش الايطالي بأعداده كبيرة  إلي  مدينة عدوة ، وقد ترك الايطاليون قوة كبري  تتكون من 2785 رجالا لحماية المخازن والمعسكر في انتسجو ولكن اثنين من جواسيس الرأس الولا شاهدا الايطاليين وهم يغادرون اتسجو ,اخبرا الرأس الولا الذي كان علي بعد ميل شمال أديس ابابا بأن العدو الآيطالي في طريقه إلى عدوة وفي الحال وصل الخبرالي  الامبراطور  منليك والقواد الأخرين واستعد الأثيوبيين للمعركة ، وقبل شروق الشمس اكتشف الأحباش ان، الجناح الأيسر للجيش الإيطالي كان بالفعل قد استقر علي المنحدرات الغربية للتلال المواجه لجبل ابا جريما وانقسم الجيش الايطالي إلى عدة مجموعات بقيادة رؤساء كل مجموعة وبقي الجنرال براتيري مع القوات الاحتياطية بقيادة الجنرال الينا.
في السادسة صباحا بدأت المعركة بهجوم من موقع الجنرال البرتون البداية كان الهجوم بالمدفعية وقد أحدث الايطاليون خسائر فادحة لجموع الأثيوبيين ولكن بعد وصول البنادق الحبشية السريعة الطلقات تمكن الأثيوبيين  من صب نيران بنادقهم على الآيطاليين وتمكنوا من اسكات مدفعية الجنرال البرتون التي نفذت ذخيرتها وبالتدريج أحاطت القوات الاثيوبية  بجيش البرتون ، وجاءت الموجه الأخيره من التقدم الاثيوبي  وصارت عمليه المقاومة امرا مستحيلا لان ذلك سوف يؤدي الي مجزرة للباقين علي قيد الحياة، ولم يبق سوي الاستسلام وهكذا في الساعة الحادية عشرة وبعد ان نفذت الذخيره ، استسلمت البقية الباقية من الجناح الأيسر للقوة الايطالية للاثيوبيين  ، واصبحت القوات الاثيوبية  في هذا الجزء حرة الحركة ويمكنها ان تساعد بقية القوات ضد كتيبة الجنرال اريموندي والجنرال الينا .

 ومنذ البداية صارت القوات التابعة لاريموندي في موقف حرج، وفي نفس الوقت بدأ هجوم حبشي علي جبهة الجنرال اريموندي وحاول اريموندي وقواته من الايطاليين أن يمنعوا الأثيوبيين من التقدم لكن هذه القوات كانت قليلة وكان عليه التراجع ، وسقط امام قواته و في الساعة الحادية عشرة صباحا ترك الجنرال بارتيري قوات الجنرال الينا وانسحب بقواته لانه وجد القوات الضخمة من الأثيوبيين تحاصر الجنرال اريموندي ، وعرف ان نفس المصير سيحل بقوات الجنرال إلينا ، وبدأ تجمع القوات لكي ينظم عملية الانسحاب.
كانت الكارثه ضخمة بالنسبة للآيطاليين ففي صباح اليوم التالي وفي تمام الساعة العاشرة بدأ انسحاب القوات الايطالية تحت ضغط الهجوم الآثيوبي وأرسل الرأس الولا الى الإمبراطور منيليك يطلب من قوات الفرسان لكي يقطع علي الايطاليين خط انسحابهم. ولو استخدم الرأس الولا قوات الفرسان ضد بقية الجيش الايطالي المنهزم لاجبره علي الاستسلام نهائيا ، ولما عادت الفلول الباقية من الايطاليين إلى قواعدها وانتشر الرعب في كل اريتريا وهرب المزارعون الايطاليون إلى أسمره ومن هناك إلى مصوع كما هربت الجماعات المدنية الاوربية من اسمره وكرين الي المناطق المحصنة علي الساحل.
وبعد المعركة استطاع الامبراطور منليك ان يأسر 4000 رجلا من الايطاليين وكان من بينهم عدد كبير من الضباط وأخد القواد. كذلك استولي علي كل المدفعية الايطاليه والتي تقدر بحوالي خمسة وستين مدفعا وأحد عشر الف مسدس وهكذا دفع الايطاليون الثمن غاليا فلقد لقي حوالي ستة آلاف جندي مصرعهم وجرح 1428 جنديا وبلغت الخسائر اكثر من نصف القوت التي شاركت في المعركة وهي بلا شك خسارة كبري لجيش اوربي حديث.
اما خسائر الاثيوبيون فبلغت حوالس ستة الاف قتيل وحوالي ثمانية الالاف جريح وفي الوقت التي تحطمت فيه القوة الايطالية وقد ظل الجيش الاثيوبي  بعد المعركة في حالة جيدة واستطاع الامبراطور منليك بعد يوم واحد من المعارك ان يهزم الايطاليين وكانت الهزيمة ابشع مما منيت بها امة في القرن التاسع عشر وكان في مقدور جيش منليك أن يتقدم خلف الايطاليين ويلقي بهم في البحر لولا وجود بعض الخلافات الداخلية ولقلة المؤن.
وهكذا انتهت معركة عدوة لصالح الاثيوبين الذين حققوا نصرا لافريقيا وللانسان الافريقي الذي تحققت مقولة ان الافارقة يستطيعون ان ينتصروا بعزيمتهم على كل من يحاول التقليل من  الجيوش الافريقية وكانت اولى خطوات التحرر الافريقي ضد المستعمر الاوربي ومنها انتطلقت العديد من الثورات الافريقية ضد السمتعمر الاوربي في كافة ارجاء القارة الافريقية .
 
تاتي هذه المعركة في ذكراها العشرين بعد المائة والتي تعتبر فخرا للافارقة وكان للامبراطور منليك الثاني دورا كبيرا في تحرير البلاد من هذا المستعمر الذي كانوا يحاول ان يستعبد االاثيوبيين وعمل قادته  بالتعاون من الشعب الاثيوبي لدحر هذا الجيش  الكبير المتطور والذي يحمل العتاد الضخم  واحدث الاسلحة وقدم والاثيوبيين دروسا كبري للقادة الايطاليين عن ماهية النضال من اجل الوطن  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق