قندر مدينة القلاع

انور ابراهيم احمد

اثيوبيا – اديس اببا(كاتب اثيوبي )

anwarethiop@yahoo.com

anwarethiop@gmail.com

 تعتبر مدينة قندر اقدم مدن الشمال الاثيوبي وتأسست هذه  المدينة في العام 1636م وكانت عاصمة لأثيوبيا لفترة اكثر من 200 عام وهي تبعد عن العاصمة الاثيوبية اديس اببا حوالى 780 كيلومتر وتقع في هضبة مرتفعة وفي سلسلة جبلية وهي تقع في مناطق معروفة بالسياحة والتراث وبالقرب من سلسل جبال سمين المشهورة والمرتفعة ، وتعاقب على هذه المملكة 202 ملكا من الملوك الذين حكموا هذه الدولة .واشهرهم الامبراطور  فاسل دس الذي نسبت له هذه القلاع وسميت (بقلعة فاسل دس ).

 قلاع قندر

تشتهر مدينة قندر بالقلاع ،والتي تقع في وسط المدينة القديمة، والتي تعتبر هي المدينة الاولى، وتضم   اكبر الحصون ،وهي محاطة بسور مساحته 900 مترا  ويبلغ سمك السور متر ونصف المتر واكدت الدراسات التي اجريت عليه انه بني من نوع خاص من الطين  واستعمل في بنائه  كمية كبيرة من البيض  اذا كانت لا توجد مواد اصلب منه في البناء ويقال ان كمية البيض التي استعملت في بنائه كانت معجزة في وقتها ، وكانوا يمزجون التراب الخاص الذي احضر خصيصا  للبناء بالبيض .

و  تضم  قلعة  في مجملها عدد ست قلاع كبيرة داخل الحصن ، وكنائس ،وقد اسس هذه المدينة الامبراطور فاسل دس المعروف ، والذي اسس دولة قوية في ابانها، وقد تأثرت هذه المدينة في طرق عمرانها، بالأسلوب والنظام البرتقالي، وكانت القلعة تتكون من عدة طوابق ، وكان كل الملوك المتعاقبين يضيفون لها التحسينات واللوحات والفن المعماري وخاصة في جانب الطراز المعماري  وكانت لمملكة قندر علاقات امتدت شرقا حتي الهند وأوروبا غربا وكانت له علاقات تجارية مع عدد من الممالك في وقتها ،وتقع في مساحات كبيرة ومتباعدة عن بعضها البعض ، وتضم حدائق ومنتجعات ، ومسابح وحمامات ، تشبه قال بعض الممالك القديمة في وقتها .

اقسام القلاع

توجد هنالك قلعة باسم قلعة الحمام وهي تتوسط مسبحا وتستخدم للاستجمام، وفي الاحتفالات المتعددة خاصة اعياد التعميد المسيحية ،والتي ظلت حتي الوقت الحالى تمارس في هذا الموقع ،وهنالك مجمع قامت ببنائه الملكة منتواب في فترة من الزمن في القرن الثامن عشر ،وهنالك  كنيسة دبربرهان سلاسي ،والتي قام ببنائها اياسو الثاني حفيد الامبراطور فاسل دس ،وتشتهر الكنيسة بلوحات جدارية معروفة وقيمة ،وكانت مقابل بناء هذه الكنيسة كانت تدفع  مملكة  قندر جزية لمملكة شوا مقبل استخدام الاسم ، لان هناك اسم قديم في مملكة شوا لكنيسة اخري معروفة  ، وتم احراق هذه الكنيسة خلال الحروب التي كانت دائرة مع جيوش  الثورة المهدية في العام 1888م ،ويقال ان هنالك كانت اسطورة تقول ان سيفا ملتهبا وسرب من  النحل كانا يحميان الكنيسة .

الكاتب والمترجم الاثيوبي حامد طاهر يقول :كان هنالك معماريين عرب ومن الجزيرة العربية وخاصة من السوريين واللبنانيين قد وضعوا بصماتهم وقاموا بنحت بعض الاعمال الفنية في القصر ولهذا لا توجد رموز دينية مسيحية ضمن منحوتات القلاع باستثناء الكنيسة وتأخذ ملامح بناء القلع النمط العربي وخاصة المتبعة في القصور العربية

اقوي دولة في ذلك الوقت

كانت مملكة قندر في وقتها ،اقوي دولة ولها علاقات تجارية وسياسية وثقافية واقتصادية مع الممالك القديمة المجاورة لها ،وظلت اقوي مملكة في الشرق الافريقي لا كثر من قرنين من الزمن ، ورغم الغزو الذي تعرضت له المدينة من قبل الغزاة ، مثل جيوش الانجليزية ، والايطاليين ،الا انها لم تتغير ولم تفقد اهميتها التاريخية ومعالمها الاثرية وظلت محتفظة بإرثها الفريد وعمرانها القديم وخاصة القلاع التاريخية ، التي تعتبر اهم معلم للمدينة .

يقول الكاتب الاثيوبي والمترجم حامد طاهر يقول : هذا تاريخ قديم ويعتبره الناس فخرا لهم وكان فاسل من اكثر الاباطرة الاثيوبيون حبا للمسلمين وكان هو اول من ستعمل التاج الملكي ويقال ان علاقته كانت جيدة بالعرب وعندما حضر العرب من اليمن كان احد ملوكهم يضع التاج فعجبتها الفكرة واتخذ لنفسه تاجا ويقال هو امبراطور اثيوبي وضع التاج على راسه ، وكان له علاقات متطورة مع اليمن وعدد من الممالك العربية .

 قلعة ضمن التراث العالمي

ازدهرت المدينة خاصة في القرنين السابع عشر والثامن عشر ،وكانت معروفة بالفن والرسم والادب والموسيقي ، وتم تضمين العديد من معالم القلعة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وخاصة اللوحات والحمام والكنيسة والعديد من الاجزاء المشهورة ،واجريت العديد من اعمال الترميم والصيانة بالتعاون مع اليونسكو وصندوق حماية التراث لبعض المواقع داخل القلعة، الشي الذي ادي لتغيرات في بعض المعالم ، ولكن الان يتم حماية القلعة حتي لا تتأثر المعالم الفنية والاثرية .