الاثنين، 20 يونيو 2016

معاناة اللاجئين الاريتريين



معاناة اللاجئين الاريتريين
بقلم/ انور ابراهيم (كاتب اثيوبي )
اثيوبيا – اديس اببا
ان اللاجئين الاريتريين في القرن الافريقي يعانون الامرين منها هجراتهم المتكررة الى دول الجوار عبر البر والبحار والى الدول الغربية وظل الوضع كما هو عليه وامتلت معسكرات الايواء في دول الجوار بعدد كبير منهم  مع اهمال المنظمات الاجنبية .
واصبج اللاجئي الاريتري بين ة تجار البشر وسندان الحكومة الاريترية يعاني الامرين دون من يسال عنه .
رمضان هو احد   اللاجئين الإريتريين في مخيم ماي عيني للاجئين شمال إثيوبيا. رمضان هو الآن  في أواخر الاربعينات من العمر , وهو ايضا من المجندين الاوائل في الخدمة العسكرية الاريترية  وبعد مرور الزمن اصبح من المقاوميين للنظام الاستبدادي في ارتريا نتيجة لذلك فقد سجن وعذب  وهرب أخيرا إلى إثيوبيا 
.
قصة رمضان حكاية لاجيء
يقول رمضان "كان من المفترض أن اعيش مع عائلتي واربي أطفالي ولكني للاسف الشديد حصل لي هذه المشكلة من قبل الحكومة الاريترية   "
يقول السيد  رمضان "ان النظام يكذب علينا ويقول لنا ان الخدمة العسكرية تستغرق 18 شهرا  فقط لكن هذا الكلام كذب ,من المفترض ان اقضي بقية حياتي مع طفلي ولكن ان النظام الحالي في ارتريا لايسمح لنا ان نعيش مع اسرتنا وقضيت معظم حياتي في الخدمة الوطنية وانا لست محظوظا ان اعيش مع اهلي" .
لقد كان الناس مثل  رمضان يتعرضون للسجن لعدة سنوات  في زنزانات سجون النظام إلاريتري ،وبعد صدور مرسوم الخدمة الوطنية، شرع النظام في حملة تجنيد واسعة النطاق للشباب خاصة في مدينة أسمرا، ، فقد كان يتم حجزهم في مركز الشرطة بساوا في حجز خاص بهم ، وفي ظروف بالغة السوء ، حيث كانوا يحرمون من الفرش كما كانوا يحرمون من الطعام والماء بالصورة الإعتيادية

يقول السيد رمضان "منذ العام 2014 سجنوني لعدة مرات سواء في أسمرة وبلدات أخرى في إريتريا. وللمرة الاخيرة  تم اعتقالي في سجن بارينتو وهو واحد من زنزانات الشبيعة ولما بات الوطن سجنا كبيرا لأبنائه بفعل ممارسات النظام الإجرامية ، وشرع كل شاب يحلم بالفرار منه إلي دول الجوار"
ان رمضان فقد الأمل في بلاده، وكان الخيار الوحيد ترك بلاده وللجوء الى دول الجوار وبعد رحلة قاسية وصل فيها رمضان الى اثيوبيا .
يقول رمضان "نحن نعيش بلا امل لايوجد في ارتريا اي تغيير وليس هناك اي عدالة  لذلك قررت ان اهاجر الى اثيوبيا  ".
 ويقول دبلوماسيون ومحللون ان ما يصل الى 25 الف اريتري يرحلون بشكل غير شرعي سنويا ومعظمهم يعبرون الى السودان واثيوبيا ليشقوا طريقهم الى اوروبا او الشرق الاوسط. ويشير كثيرون الى أنهم يفرون من الخدمة الوطنية..
يقول  رمضان"أستطيع أن أقول إن إريتريا هي دولة ذات أعلى زنزانات  سجون في العالم. نحن محظوظون أن نكون هنا في إثيوبيا وانا ادعو ربي لكي ينجي اخواني المسجونين في مختلف السجون في ايرتريا
ان العام 1991 يمثل نهاية الحرب بين نظام الدرغ والفصائل  الاخري الحرب  التي استرمت  ثلاثين عاما بين نظام الدرج والفصيل العسكري الاريتري الذي حارب من أجل استقلال هذا البلد.
و في العام  1993 اعلنت ارتريا رسميا انفصالها عن إثيوبيا للمرة الأولى في تاريخها الشي الذي ادي لفرض همينة الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا على البلاد  بصورة رسمية  وتغيرت الاوضاع للاسوا .
لاشك في ان الشعب الاريتري حين اعلن ثورته ضد الاحتلال كان يسعي الي تحرير البلاد من القمع والتبعية والاستبداد ، وكان يرمي الي التخلص من كل مظاهر الظلم والجهل والفساد,وبعد ثلاثين عاما من التضحيات الجسام تمكن الشعب الاريتري من احراز استقلاله الوطني ، الاّ ان النظام الذي تولى مقاليد السلطة تنكر لامانة الشهداء فاقام نظاما متخلفا يتبنى الظلم والاستغلال و القمع والارهاب واعتقال للمواطنين.
يقول الدكتور  دكتور برخت "وباستعراض انتهاكات النظام وجرائمه نجد انه تكميم الأفواه وغياب الحريات واغلاق الصحف ومصادرة الممتلكات ، وتشريد الاف  من المواطنين بتهجيرهم من قراهم قسرا الي مناطق اخري لايعرفونها ولايألفونها، سعيا منه الي خلق  مجتمع جديد يرضي طموحه وغروره, وينسجم مع احقاده وشروره, واحال الوطن الى ساحة للموت والدمار ، بزج الشباب في اعمال السخرة الشاقة".
وسط انتهاكات جسيمة و"ممنهجة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان" تدهورت حالة حقوق الإنسان في إريتريا في مناخ يسوده الخوف ويقضي على المعارضة، ويعرض أعدادا كبيرة من السكان للعمل القسري والسجن، حسبما أفادت تقارير جديد للأمم المتحدة.
قالت شيلا كيثاروث، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في أريتريا وعضوة اللجنة"مع انتهاء تحقيقات اللجنة ونشر التقرير المفصل للنتائج التي توصلنا إليها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إريتريا، أتطلع إلى تجديد الالتزام من جانب المجتمع الدولي لمعالجة عجز العدالة ودعم دعوتنا لاستعادة سيادة القانون "
ووفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة، فقد فر أكثر من 400000 مواطن إريتري خوفا من النظام الاستبدادي في اسمرا منذ انفصال  البلاد هذا الرقم   يصل إلى ما يقرب من 8٪ من السكان البلاد  .
ويقدر  بنحو 5000 من المواطنين الاريتريين يغادرون  بلادهم بسسب النظام الاستبدادي مما جعل  ارتريا  ثالث أكبر دولة يهاجر منها الشعب الى الدول الاخرى وخاصة الى اوروبا عبر البحر المتوسط بعد السوريين والافغان
تعتبر منطقة راما الحدودية بين  إثيوبيا وإريتريا، واحدة من المناطق العشرين  التي يعبر بها كثير من اللاجيء الاريتريين بشكل يومي وتعتبر من المنافذ المهمة لدخول اللاجئين لاثيوبيا 
هولاء الاريتريين يعبرون الحدود الاثيوبية لطلب اللجوء هربا من القوات الاريترية التي لاترحم ،معظم اللاجئين هم من الأطفال والشباب الذين يرغبون في  مستقبلا مشرق. لم تمنعهم التضاريس والمناخ القاسي على  عبور الحدود من اجل انقاذ حياتهم من النظام الاستبدادي
فان معظم الشباب لا  تتراوح أعمارهم العشرينات وان الشاب كيبروم كفلي ، من بين اللاجئين الاريتريين الذين وصلوا حديثا الى اثيوبيا وتتحدث الحقيقة عن انتهاكات النظام وجرائمه على الشباب مما جعله يائسا عن مستقبله .
 يقول صوت كبروم "تركت دراستي بسبب المشاكل الصحية وجئت الى هنا مع اصدقائي الثلاث بحثا عن حياة كريمة , وواجهنا صعوبات كبيرة للوصول الى هنا "
أخبريت هي واحدة من اللاجئين الاريتريين و أم لطفل واحد لم يمنعها الجو الحار لعبورها مع ابنها الصغير الى اثيوبيا وتروي لنا قصتها .
 تقول اخبريت "أنا وابني فقد تعرضنا للجوع  مما جعلني اقرر مغادرة بلادي لذلك جئت الى هنا بحثا عن حياة افضل مما كنت عليه سابقا , لا يوجد أي تغيير في إريتريا على الرغم من طبيعة العمل الجاد للشعب. وقررت  أن أكون لاجئا  على الاقل يمكنني الحصول على الطعام والمأوى "
وتعمل  القوات الاثيوبية التي توجد في الحدود على استقبال  اللاجئين الاريتريين  الذين يتدفقون يوميا الى اثيوبيا ويقدمون لهم الطعام والماء حتي يتسني توصيلهم لمعسكرات ايواء اللاجئين
ويروي لنا الجندي رقيب نوقسي نائب قائد فريق 271 مايجري على  الحدود الاريترية من  تدفق اللاجئين الاريتريين بشكل مستمر يقول نقوسي "وبما اننا منتشرون في هذه المنطقة نشاهد عدد كبير  من اللاجئين الاريتريين معظمهم  من الاطفال و يتدفقون بشكل مستمر الى اثيوبيا طلبا لللجوء خوفا من النظام الاستبدادي"   
 ان مركزايواء اللاجئين  تاسس من قبل المفوضية السامية لطلب اللجوئ قبل 13 عاما وهو احد مراكز الفرز وتسجيل اللاجئين , والغالبية العظمى من اللاجئين هم  من الشباب والاطفال لكن قصة هذا الرجل العجوز  والذي يقدر عمره 72ب سنة يختلف عن هؤلاء الشباب لهذا خرج من بلاده وجاء الى هنا
يقول السيد  تخلي هايمانوت "بعت ماشيتي ووضعت المال في البنك.  لكنني لم أستطع الحصول عليه وهذا يعني نهبت  أموالي الخاصة من قبل الحكومة. هذه هي الطريقة التي بدأت حياتي البائسة بها ، نتيجة لذلك لم أكن قادر للحصول على الطعام والشراب على الإطلاق. لذلك قررت ان اهاجر  من بلادي وجئت الى هنا بحثا عن حياة افضل " .
وخلال مغادرتنا  مخيم التسجيل متجهين إلى أحد المخيمات الواقعة بنحو  سبعين كيلومترا من مركز التسجيل. استغرقت الرحلة ساعتين وفي  مخيم ماي عيني للاجئين.  تم تسجيل اللاجئين  وأكثر من أربعين ألف لاجئ إريتري في المخيم وينتظرون مستقبل أفضل.
هنا في مخيم ماي عيني  للاجئين الاريتريين فان اللاجئين يعيشون حياة  صعبة جدا و التي لاتوصف. رمضان وهو في أواخر الأربعينات واحد   اللاجئين الاريتريين في هذا المخيم وقام لاداء الخدمة الوطنية  في ببلاده لمدة  اكثر من عشرين عام  لانهاية لها ،
تعرضت للضرب على خصيتي ثم اغمي علي وتم احتجازي لمدة 8 اشهر في الحبس وانا احتاج الى العلاج فان صحتي تتدهور يوما بعد يوم . "
عبدي من ضحية لمجرم
هنا في مخيم ماي عيني التقيت عبدي محمد 31 عاما اثناء  الجولة  وهو من مجندي الخدمة الوطنية في اريتريا . وقد سجن لمدة ثلاث سنوات في مراكز اعتقال مختلفة في  إريتريا واتهم من قبل النظام بمساعدة الآخرين على الهروب إلى اليمن.
يقول عبدي محمد"وبعد انتهاء الخدمة الوطنية تم تكليفي في ميناء عصب. لكن النظام اعتقلني واتهموني بالتآمر لتهريب  عدد من المواطنين من الاراضي  الإريترية إلى اليمن. قضيت ثلاث سنوات في السجن من دون أي تهمة "
وبعد هروبه من سجن النظام مع زوجته الى اثيوبيا فان الشاب عبدي محمد يدير الآن مطعما صغيرا في المخيم  وانجب ثلاثة أطفال ولدوا جميعا في المخيم.
لايوجد حرية للاديان

بعد انطلاقنا بعشر دقائق بالسيارة من  مخيم ماي عيني للاجئين توجهنا ا إلى المعسكر الثاني،ويسمي  عدي هاروش،هذه المرأة الإريترية جائت إلى هذا المخيم في العام 2011 مع طفليها. ومنعتها  الحكومة الإريترية من حقوقها الأساسية  ومنعتها من ممارسة شعائرها  الدينة  ومنذ العام 1999 كانت مبرات من أتباع الدين البروتستانتي.
وقد وصلت مبرات  لمخيم عدي هاروش للاجئين في عام 2011 باعتبارها واحدة من اللاجئين  الإريتريين بسبب اضطهادها عن ممارسة دينها.
تقول السيدة مبرايت كيداني "لم أستطع أن أمارس الشعائر الدينية بحرية, واضطهدني النظام بسبب تديني انا الان اشعر بحرية كاملة وامارس ديني بلاخوف" .
ان  الاريتريون الذين اصبحو ضحايا البحر الابيض المتوسط بسبب رحلتهم خوفا من النظام الاستبدادي
تقول  مبرات كيدان "السبب الرئيسي للفرار من إريتريا هو الرغبة في السلام والبحث عن حياة افضل  ,أنا لا أستطيع أن أمارس الشعائر الدينية بحرية. وتعرضت للزجر والتنكيل بسسب ديني  الآن أنا حرة وامارس شعائر الديني بحرية  .
ودائما ماتشعر مبرات بالقلق لطفليها اللذين تركتهم في ارتريا وهي هاربة من النظام مع والدهم ولا تعرف عنهم اي اخبار .
تقول مبرات "أنا لا أعرف مكان وجود اطفالي في ارتريا  . سمعت أن والدهم تزوج زوجة أخرى. أعتقد ليس لهم شخص يعتني بهم وهذا يقلقني "
والآن مبرات تعمل في احدى المنظمات الدولية في المخيم  الشيء الذي استطاعت بموحبه ان توفر لنفسها وظيفة وتوفر اموالا وتعيش بحرية كاملة وهي تمارس عقيدتها .
في السنوات الخمس والعشرين الماضية فقد تعرض معظم الشباب الاريتري للهجرة غير الشرعية في جميع انحاء ابلاد.
وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان ودبلوماسيون في أسمرة ان الاريتريين يدفعون عدة الاف من الدولارات الاميركية لوسطاء ليقودوهم الى السودان. واذا ألقي القبض عليه يقضي الراغب في الهجرة عدة أشهر في السجن ويستجوب لايام من أجل الحصول على معلومات بشأن الوسطاء.
يقول الدكتور بركت "ان معظم الاريتريين يأملون في  يوم واحد للعودة إلى بلادهم  ويعيشون مع اهلهم كما كانو عليه من قبل "
تظل قضية اللاجئين الاريتريين من القضايا الانسانية التي ظلت لفترة دون انتجد حل حذريا في ظل وجود نظام قمعي بعد حلم الاريتريين بوطن خالى من الحروب لكنهم صحوا من حلهم بوجدود وطنا اكثر صعوبة وبائسا اصبح اكبر معتقل للانسانية في المنطقة.

هناك تعليق واحد: