الجمعة، 21 أكتوبر 2016

نحن واخوتنا في شمال الوادي



نحن واخوتنا في شمال الوادي
انور ابراهيم(كاتب اثيوبي)
اديس اببا -اثيوبيا 
anwarethiop@yahoo.com
anwarethiop@gmail.com
 رايت وقرأت الكثير عن الثقافة المصرية ورايت ان هنالك بعض الافكار التي تقدم من كتاب لهم مكانتهم وسيتحقون لقب خبير وبالرغم  من ان اكثرهم لم يروا بلادي بل تعرفوا عليها من خلال ما كتبه الاخرون والغريب في الامر ان اغلب ماكتب عن اثيوبيا بالعربية كان من الاجانب كان كل شخص  يحاول ان يعكس الصورة الغير جميلة الجوع الفقر التناقض الصراعات واغلبهم يصفها بان بها العديد من الصراعات ويتحدث عن  الديانة الاسلامية وكانها  دخيلة ومضطهدة بل وصل احدهم هذه الايام ان يقول اين ارض الصدق؟ التي تحدث عنها الاسلام ؟ محاولا ان يبعد هذه الصفة عن تلك البلاد التي حباها الله بالجمال والتعايش والحب .
الدراما المصرية وصورة الافارقة
اعتبر نفسي من اكثر العاشقين للدراما المصرية من مسلسلاتها وافلامها وبالرغم من من حبي لها احيانا اري هنالك نوع من السخرية من الافارقة خلال بعض المسرحيات والاعمال النادرة والتي تعتبر  من اجمل الاعمال الدرامية التي تحاول ان تسخر من الافارقة  واحيان يتم عرض الاخوة من جنوب السودان على انهم من الصومال مثل مسسلسل فرقة ناجي عطاالله وفيلم اخر يسخر من الاثيوبيين في احدي الفقرات يخرج الممثل محمد نجاتي ويتحدث بالايطالية فيقول لهم زميله ماجد الكدواني ماذا يقوم فهنا يقول له بيسال عن سفارة اثيوبيا!!  وكذلك الفنان محمد هنيدي في فيلم ياانا ياخالتي يتحدث مع الجن ويقول انا بطمئن عليك لانه بيقولو في امطار كثيرة في الحبشة  !! طيب ماالامطار دي هي اللي بتجيب الميه ياهنيدي !!  و في فيلم حاحا وتفاحا يتم عرض الاخوة من جنوب السودان على انهم من الصومال ويتم عرض الصورة الصومالية باسو الصور  والعديد من الافلام التي تسخر من الاسماء الافريقية والبلدان في عكسها بصور بدائية متخلفة .الى متي ستظل الدراما المصرية تعكس صورة غير مطابقة وتصف الافارقة بالتخلف وبصور غير موفقة ؟
وهنالك العديد من الاعمال الدرامية  التي تقدم صورة سيئة جدا عن الافارقة ولا اعرف هل الرقابة لهذه الافلام لاتضع اعتبار ان تؤثر  هذه الاعمال على العلاقات بين  مصر وهذه الدول
.
هل عرفتهم لماذا  نقول انكم لم تتعرفوا علينا بعد وعلى ثقافتنا ؟ اذا كان هذا حال اكتاب والخبراء الذين يقدمون للمواطن الحقائق فكيف سيكون الحال اذا عند البقية ؟

صدقوني ليس تحامل اونوع  بث نوع من الكراهية بل نحن نحترم كافة الشعوب ونحاول ان نجتهدا ان نعرف كل مالديهم من ارث ثقافي فريد وحضارات ونعترف بتقدم الامم ولكن لاحياة لمن تنادي ! لماذا لم تتغير الصورة الافريقية لدي الاخوة في شمال الوادي ؟ يجب ان تحاولوا وعلى المثقف والمختص دورا اكبر من الحكومة . فيجب على الاخوة في مصر تحسين صورة اخوتهم الافارقة في انتاجهم الدرامي اولا قبل كل شيء لان لهذه الدرام قاعدة كبيرة في افريقيا .
الخبراء في الشؤون الافريقية
الغريب في الامر عدد كبير من الخبراء في مصر ينسبون لانفسهم صفة خبير في القرن الافريقي والشؤون الافريقية والشؤون الاثيوبية ويتحدثون عن بعض القضايا الافريقية وتجدهم في عالم اخر وهم يتحدثون عنا وان اغلب الخبراء لايعرفون عنا شيئا بل اغلبه من خلال قراءته لبعض الكتب والمقالات والتي عادة مايكون كتابها ينحازون للجانب الاخر .
وقضية سد النهضة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير في تعليقات بعضهم والذين كنا نحترمهم ولكن للاسف في بعض التعليقات اندهشنا مما سمعنا والصراعات والاحداث في اثيوبيا !! والتي ايضا اظهرت عدد كبير من هؤلاء الخبرا الذين اكدوا لنا انهم لايعرفوننا ولايعرفون عن  من يتحدثون عنهم والتقيت بعدد من الزملاء الصحفيين في اديس اببا والقاهرة خلال زيارتي لها وعندما نتناقش في حول ماكتبه ومقالها احدهم اجد انهم ايضا لهم راي في الذين يتحدثون بصفة خبير افريقي وتجد التناقض مابين ماتعكسه وسائل الاعلام المصرية ومايتم نشره في عدد من الصحف هنالك مابين مؤيد لهولاء الخبراء ومعارض واحيانا بعضا منهم بالرغم من عدم قناعته بهذا الشخص الا انه يقدم ذلك الخبير وعندما اسمع عن اثيوبيا من احد هؤلاء الخبراء اندهش كان التي يتحدث عنها هذه ليست اثيوبيا التي اعرفها انا !!
انا لا اعيب على الشعب بل اقول البعد عن القارة الافريقية والتقرب للغرب جعل الافارقة بعيدين عن مصر ايضا بل حتي الذين يمكثون فيها فترات طويلة تجدهم لم تتغير ارائهم عن التعامل معهم من قبل اخوتهم المصريين .
الردود التي وردت عبر المداخلات التي كانت في الايام الماضية قد تكون اغلبها عاطفية وتصاعدت فيها بعض الاصوات وردت بعنف ولكن صدقوني اغلبها نمت من تجارب متعددة اذا كانت من السودان او من الصومال او اثيوبيا فهنالك تجارب مرا بها هؤلاء الافراد ولم يقم اي مجتمع بنشر الكراهية تجاه المجمتع المصري بل والكل يعرف كل شيء عنكم وثقافتكم ومكانتكم وتاريخكم ولكن انظروا لما يدعيه البعض من المتعلمين والذين يتحدثون باسم القارة وانهم خبراء في عدد من القضايا التي تتعلق بالقارة الافريقية تجدها بعيدة عن الواقعية  اليوم استمعت لاحدهم يحلل الاحداث في اثيوبيا عبر  احدي القنوات الفضائية  ويتحدث عن الاحدث والصراع السياسي والقبيلي  في اثيوبيا  ولكني ضحكت عن هذه الاحاديث لان الذي يتحدث عنهم لايعرف  من هم وكيف  بدات ولماذا ؟علمت حينها ان هذا الشخص قرا اشياء محددة ليستعد لهذه المداخلة فقط !!
لا ننكر حضارات الشعوب وتاريخها وكم قال الجميع ان من العيب التقليل من شأن الاخرين ولكن ايضا اما ان تعرف عن الاخرين جيدا او لا تقلل من شأنهم.
قد تكون اللغة عائق ولكن هنالك من يترجم ومن يكتب بكل اللغات فالان افريقيا تتحدث بكل اللغات وكذلك اثيوبيا في ظل الفضاء الاعلامي الواسع وتوفر المعلومات اعتقد ان اللغة لن تكون حاجزا .
مازال هنالك الكثير الذي سنتواصل لنعرضه ونحاول الوقوف عليه خلال المواضيع القادمة .
                                                            وسنواصل انشاءالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق