هل ظهور البترول في أثيوبيا يضر بمصلحة العرب ؟
بقلم /أنور
إبراهيم أحمد (كاتب أثيوبي)
أفادت
التقارير الواردة أن أثيوبيا بها احتياطي ضخم من البترول في العديد من المناطق
وبدا فعليا العمل في استخراجه في عدد كبير من المناطق والمناطق التي ذكرتها وزيرة
التعدين السيدة دنقنيش أجقو في أخر مؤتمر صحفي لها لوسائل الإعلام في أثيوبيا أن المناطق التي أجري فيها المسح تأكد وجود البترول فيها، وهي مناطق جنوب البلاد على نهر
اومو أو منطقة تسمي قولوشا وكذلك منطقة مساقط شلالات تانا حول البحيرة يعني ماء
وبترول الاثنين معاً في إقليم الأمهرا المجاور للسودان ومنطقة إقليم بني شنقول
أيضاً متاخم للحدود السودانية وهو إقليم يقع في غرب أثيوبيا ويشترك معه في العديد من العناصر السكانية والمجتمعية
والثقافية. وكانت لأثيوبيا من قبل تجربة
في استخراج البترول في إقليم اُوغادين في شرق أثيوبيا والتي بدأت الشركات الصينية
عمليات الاستخراج ولكن توقف نسبة للهجوم التي تعرض العاملين في الحقل من الجنسية
الصينية من قبل المعارضة الاوغادينية وتوقف .
وبدأت الآن شركة أيلي أفريكا بالعمل
والحفريات في المنطقة المتاخمة لنهر
أومو بجنوب البلاد لاستخراج البترول بميزانية
ضخمة جداً ،وهذه الشركة لها تجربة في عدد من البلدان الأفريقية في استخراج البترول،
وهنالك شركات من دول أخري بدأت الدخول والمنافسة في هذا المجال في أثيوبيا شركات فرنسية وأمريكية وأخيراً روسيا التي وقعت
مع أثيوبيا للعمل في مجال الطاقة الكهربائية واستخراج النفط كل هذه الجهود تجري في
أثيوبيا على قدم وساق وربما في القريب العاجل سنسمع بتدفق النفط في أثيوبيا وبدأ
عمليات تصديره .
تصدرت عناوين الصحف الأثيوبية هذه
الأيام أن الخلافات التي أججتها التصريحات السعودية من نائب وزير الدفاع السعودي
حول سدود أثيوبيا وما تسببه هذه السدود بالنسبة للأمن العربي والدول المجاورة خاصة
مصر والسودان وهذه اليومين السابقين كانت بعض وسائل الإعلام قد كبت مواضيع بعناوين (هل يضر استخراج البترول بمصلحة العرب
؟) (ما هي أسباب تأجيج الصراع لبعض الدول العربية تجاه أثيوبيا؟) ( البترول
الأثيوبي والعالم العربي ) هذه جزء من العديد من المواضيع. إذاً ستصبح أثيوبيا
دولة بترولية بالإضافة لكونها دولة زراعية . هل يمكن أن تكون هذه هي الأشياء التي
أثارت بعض الهجوم على أثيوبيا من بعض الدول هنالك العديد من التساؤلات فأثيوبيا
دولة استطاعت أن تجذب المستثمرين ورؤوس الأموال العربية والعالمية خلال الخمس سنوات الماضية وحققت تقدماً ملفتاً
للنظر ويعتبر الاستثمار العربي هو الأكبر
والشريك الاقوي لأثيوبيا من بقية مناطق العالم .
وكما قال المحللون الأثيوبيون ربما
تكون أحد الأسباب التي جعلت الهجوم على أثيوبيا هي موضوعات البترول الذي ظهر فجأة
على الأراضي الأثيوبية ومعروف أن أثيوبيا من الدول المستوردة للبترول العربي
ولديها علاقات متطورة ومع العديد من الدول وخاصة إسرائيل عدو العرب الأول وربما هذا قد يشكل هاجساً لبعض الدول العربية
التي قد ترى فيها عقبة أمام العديد من المواقف والتي قد توطد الدور الإسرائيلي في
المنطقة وكما تشير الاتجاهات العربية أن
إسرائيل لديها علاقات تاريخية مع أثيوبيا
وتعتمد دولة إسرائيل على المنتجات الأثيوبية في وارداتها بشكل كبير . وقد
يكون هذا صحيحا خاصة في الفترة الأخيرة ونمو العلاقة التاريخية بين البلدين والتي
توطدت فيها العلاقة بين إسرائيل وأثيوبيا
وخاصة الاقتصادية والسياسية والأمنية وهذا ما يجعل الخبراء والإعلام العربي دوما ما
يربطون أي نشاط لأثيوبيا بعلاقته بإسرائيل . إذا هنالك العديد من التساؤلات التي
لابد من الإجابة عليها ما الذي يجعل العلاقة السعودية الأثيوبية تتوتر هذه الأيام
؟ وكيف ستكون الأوضاع مجمل الأيام القادمة ؟ وخاصة أن هذه الأيام هناك أخبار أن
بعض الدول ستوقع على اتفاقية عنتبي الخاصة بتوزيع حصص مياه النيل ( الاتفاقية التي
رفضتها مصر والسودان ) والتي يعتقد البلدان أنها تقلل من حصتيهما المائية.إذا هل
سيتحول الصراع من قضايا المياه والنيل إلى
قضايا أخري ؟
سيكون النيل مسار جدل قوي هذه الأيام وربما
تنقسم الدول مابين مؤيد ومعارض للعديد من المواقف والتصريحات . حفظاً لمصالحها مع
بعض الدول . الخطة الأثيوبية الخمسية للنمو والتحول من أهدافها هو إنتاج الطاقة
الكهربائية لسد الحاجة المحلية والتصدير وتبقي لهذه الخطة عامين فقط وهاهو مصدراً
أخر للطاقة يدخل في الإطار وجود البترول وبالرغم من أن سد النهضة لم يكتمل بعد!،
هل تستطيع أثيوبيا أخراج بترولها دون مشاكل وصراع قد تدخل بموجبه المنطقة في دائرة
الصراع ؟ هذا ما تلوح به الشهور القادمة من أحداث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق