هل يحتاج
الاثيوبيون لثورة ؟
بقلم/ انور
ابراهيم احمد *
anwarethiop@gmail.com
+251913848421
العديد من
الموضوعات التي كتبت اخيرا عن اثيوبيا في
العديد من وسائل الاعلام العربية بكل انواعها تتحدث عن تخوف اثيوبيا من الثورات
التي قامت في الدول العربية والتي تقع اثيوبيا في محيطها وان هذه الثورات قامت علي
انظمة استمرت اكثر من عقدين اوثلاثة عقود(تونس – مصر- ليبيا) وزعماء سيطروا علي
الحكومات لعدة عقود وضربوا الامثلة بالحكومة الاثيوبية(الجبهة الديمقراطية الثورية
للشعوب الاثيوبية ) وخاصة مايتعلق بقضايا النيل اذ ذهب معظم الكتاب الي ان اثيوبيا
تحاول اقحام نفسها وشعبها في صراعات خارجية حتي لايفكرون في الثورات والانتفاضة
وعدد من القضايا اولها الصراع مع اريتريا ثانيها الدور الاثيوبي في الصومال ثالثها
ملف مياه النيل (فكرة انشاء سد النهضة الاثيوبي لتوليد الطاقة الكهربائية )وخلال هذا الشهر رصدت معظم الموضوعات المكتوبة
عن اثيوبيا اقحام الحكومة الاثيوبية نفسها في صراعات خارجية حتي ينشغل بها الشعب
الاثيوبي وخاصة في ظل الازمات العالمية وان النظام الاثيوبي يحاول جاهدا الدخول في
صراعات لاشغال الراي العام المحلي بقضايا خارجية له مع دول الجوال هو في غني عنها
حتي يشغل الراي العام الاثيوبي بهذه الصراعات حتي لايفكر الاثيوبيون في القضايا الداخلية وينشغل عنها .
هذه مجمل القضايا
التي ربطها الكتاب وعلاقة اثيوبيا بالقضايا والصراعات التي رمت مجملها الي ان
اثيوبيا تقحم نفسها في صراعات لاعلاقة لها بها او كما يسميها البعض( الحرب
بالوكالة )كما في الصومال وان هذه القضايا لاشغال الشعب الاثيوبي .
والسوال الذي يطرح
نفسه هنا هو . هل يحتاج الاثيوبيون لثورة ؟
مالم يعيه البعض ان
الاثيوبيون سبقوا جميع الشعوب في القيام بالثورة وذلك قبل اكثر من عقدين من الزمن وهذه
الثورة قامت بها الشعوب الاثيوبية ضد الديكتاتورية والتسلط وتغيير النظام والدستور
واخذت حقوقها بيدها اذا الشعوب الاثيوبية قاومت الظلم واسست نظام دستوري ديمقراطي
اخذت بموجبه جميع حقوقها لكل افراد المجتمع وهذا واضح من خلال الدستور الاثيوبي
والتجربة الفيدرالية الاثيوبية جديرة بان تحكي الاوضاع في اثيوبيا منذ العام 1991م
وحتي الان .
والشخص الذي يعرف
احوال اثيوبيا خلال العهود السابقة يعرف ان الثورة في اثيوبيا سبقت جميع دول
العالم وخاصة الدول العربية التي كانت
خلال تلك الفترة في عصور مظلمة وكانت تحت هيمنة الرئاسة الدائمة
والديمقراطية المنعدمة وكانت تطمح لهذه الثورات منذ زمن بعيد .
اذا ان الثورة
الاثيوبية سبقت جميع الثورات في كافة البلدان وحققت المرجو منها وخاصة ان
الاثيوبيون عاشوا سنوات من الضياع والظلم
منذ العصور السابقة (الامبراطوريات – الدرق )وكانت تتارجح مابين الانظمة المتاعقبة
باسم شعارات لعلاقة للشعب بها وانتماءات لدول حسب التكتل والصراع العالمي . وهذه
التمنية والنهضة والازدهار التي تمر بها اثوبيا تحكي عظمة الثورة التي قامت في
اثيوبيا في دولة تفتقر لمقومات الاقتصاد
العالمي الحالي (نفط –صناعات –مقومات اخري )بالرغم من ذلك اتت الخطط التي
جعلت البلاد تنافس الدول المتقدمة في المنطقة وخير دليل الخطط التي باتت توضع في
سياسة الدولة من اجل تطوير الاقتصاد الوطني , ولان الشعوب الاثيوبية هي صاحبة
القضايا وصاحبة التعايش والتاريخ وجربت كل الاوضاع وكانت لها دورا ملموسا ًوخاصة
في ظل الحقوق التي توفرت الان في ظل
الدستور الذي منح لكل القوميات حقوقها
ومطالبها حتي ان كان بتقرير مصيرها
والذي نالت بموجبها كل حقوقها(وهنالك تجربة معروفة في ذلك ) وخير دليل
التعايش الديني الذي تمر به الهضبة الاثيوبية العظيمة والتي صارت مثال للتعايش
الديني ومضربا للامثال .
اذا ان الاثيوبيون
لايحتاجون لثورة فقد سبقت ثورتهم كل الثورات في المنطقة وان الربيع العربي الذي
تتحدث عنه وسائل الاعلام جأت متاخرة بالنسبة للثورة الاثيوبية التي سبقتها منذ من
عشرين ربيعاً وبدايتها قبل اكثر من ستة وثلاثين ربيعاً .وان هذا التخوف لم ولن
يصبح حقيقة وحتي ان هبت الرياح في الدول المجاورة للهضبة فان هذه الرياح لابد ان
تعود ادراجها لما كان في هذه الارض من تجربة يذكرها التاريخ والكهوف والجبال
والاودية والممرات الجبلية التي سار عبرها المناضلين الاوائل الذين حملوا لواء هذه
الثورة مازالت دافئة لم تسطر الاقلام سيرا تتدوال مازال كتابنا لم يحركوا مداد
اقلامهم في تسجيل تاريخ الثورة التي كانت في وقتها وسائل الاعلام في ثبات عميق
وافق ضيق . اذا دعونا ننعم بانجازات
ثورتنا التي اصبحت يافعة وسابقة واتت نتائجها اكلها ثورة خلفت ورائها العديد من
الشهداء والعديد من التضحيات التي صارت رمزا لشعوبنا وللاجيال القادمة ثوة ناضلت
واستمرت لاكثر من ثلاثة عقود فاومت الجهل والفقر والظلم ومانحن عليه اليوم ماهو الا نتاج لعقود قدمنا عبره الابطال فداءا
للوطن حتي يسمو ال اعلي وينافس الدول التي سبقتنا من سنين وهاهي اثيوبيا الان تشمل السلام والتنمية الديمقراطية
والحريات .
والسوال هو أيحتاج
الاثيوبيون لثورة ؟
لهذه البلاد ابطال
ضحوا بارواحهم وانفسهم من اجل ان تنعم في سلام وقدموا التضحيات نساء ورجالا وشيبا
وشبابا وهنالك اسماء حتي الان نسيت ولم تذكر وكل يوم تتفجر العديد من الذكريات
للابطال الذين ضحوا وتحدوا العدو وهم معلقون في المشانق وافواه البنادق علي رؤسهم
والخناجر علي اعناقهم وهنالك كل يوم نتعرف علي بطل من الابطال الذين فدوا هذه
الهضبة .
وسيظل يذكرهم
التاريخ أهل من ثورة اكثر من ذلك ؟
(
اعلامي اثيوبي )*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق