الماسنقو
......والربابة
بقلم/ انور ابراهيم احمد(كاتب اثيوبي )
الة الماسنقو الشعبية
الاثيوبية تلك الالة التي تصنع يدويا صاحبة الصوت المميز تلك الالة التي توجد في
شمال اثيوبيا خاصة لدي قوميات الامهرا
والتقراي ويسمي العازف عليها في
اثيوبيا بالازماري وهو فنان شعبي متجول يحمل هذه الالة وينظم شعر يؤلفه وقتيا (ارتجاليا)وهو
من الاشعار التي يمدح بها الناس واحيان يذم في بعض الاوقات ودائما مايكون هذا
الازماي غير متعلم ولكنه يمتاز بذكاء ونباهة عالية سرعة في تنظيم الكلمات وتلحينها
وغالبا مايتم توارث هذه المهنة لدي معظم العائلات الذين يعملون في هذه المهنة غالبا ماتجد شخص يمتهن هذه المهنة واغلبية
العاملين فيها توارثوها من اجدادهم .
الة الماسنقو تصنع من شعر ذيل الحيوانات
خاصة الخيول والجلد والخشب وهي الة وترية احادية الوتر ولها زراع وهي قريبة من الة
الكمان في طريقة عملها ولكن لها صوت
يميزها عن بقية الالات الموسيقية شعبية كانت ام حديثة ولها احجام مختلفة وهي مكعبة
الشكل ولها ساق لاعالي وتصنع يدويا تشبه هذه الالة الة الربابة العربية خاصة
المتواجدة في صعيد مصر والتي تعتبر من الالات الوترية الشعبية والتي يسمي صاحبها(
صاحب الربابة ) توجد في صعيد مصر والارياف ودول الشام وايضا هنالك تقارب بين
الازماري وصاحب الربابة او الفنان الشعبي والذي ينظم اشعاره بنفسه ويمدح ويذم وهو
شاعر شعبي ،وفي بعض مناطق السودان هنالك الة قريبة منها ( تسمي ام كيكي ) وهي اقرب
ايضا للربابة والماسنقو ولهذه الالة العديد من الحكايات اذ تعتبر من الالات
الشعبية التقليدية ورغم ذلك مازالت تحافظ على مكانتها حتي الان في احتفالات
المجتمعات الاثيوبية وخاصة في المقاهي والمراقص والاحتفالات وللازماري مواقع
واماكن خاصة يتغني فيها الملاهي الشعبية والاحتفالات الخاصة بالزواج والشعبية وهذه الالة في اثيوبيا اصبحت ضمن
الالات الحديثة اذا يصعب الاستغناء عنها
واحيانا يتم استخدامها وسط الالات الحديثة العصرية .
وللازماري اوقات خاصة في الاعياد وهو يطوف
الاماكن العامة ويمدح الاشخاص من خلال
تقديم شعره الشعبي الذي يؤلفه وقتيا وبزكاء
عالى ودائما مايعرف كل سكان المنطقة والمناطق المجاورة له ويجمع المعلومات ويعرف
كل الاحداث في البلد ويتابعها بكل اهتمام ويحصل مقابل ذلك على الاموال والهدايا
خاصة في الاعياد الدينية و المناسبات الوطنية وهذا ما يحدث في بعض الاماكن في
الصعيد المصري او كما يفعل صاحب الربابة والذي يقوم بمدح الافراد وعرض القصص والحكاوي وهو يعزف باالاته
الشعبية التي تسمي الربابة وكذلك بعض الازماريين يقومون بثرد الحكاوي والقصص في
اثيوبيا واحيانا تكون المواقف التاريخية
والاحاديث والحكاوي القديمة ويجتمع الناس حول الازماري في كافة المواقع
واحيانا يحدث مجارات بين الافراد وهم يملون كلمات له وهو يحلنها ويقدمها باسلوب
جميل لمدح شخص او للافتخار بالنسب او الكرم او الشجاعة او تكريم شخص والاشادة به وهذا ايضا مايفعله صاحب الربابة هنالك العديد من اوجه الشبه بين
صاحب الربابة والازماري ابتداء من صنع الالتين والذي يتم يدويا ومن المواد المحلية
وحتي طرق الغناء والعرض واستعمال الالة والشعر والمدح والذم والعرض، تلك الشخصيتين
لهما وقع خاص لدي شعبين الدولتين .
كان في السابق في اثيوبيا يرفض المجتمع
الازماري ويعتبر هذه الوظيفة غير مهمة وكانوا يرفضون التزاوج منهم بالرغم من حبهم
له وترفيهه عنهم الا انها تعتبر من الظواهر الاجتماعية المرفوضة لدي المجتمع
الاثيوبي كمثل بقية المهنة التي كان يرفضها المجتمع الاثيوبي وكانوا يتزوجون من
بعضهم البعض وهنالك من يعمل في هذه المهنة من الرجال والنساء في اثيوبيا وعندما
يجتمعون في المناسبات العامة تكون بينهم
منافسة ومحاورات شعرية وغنائية حتي يستمتع الناس كثيرا بهذه المجاراة والتي قد تصل
احيانا للمدح والذم والوصف بصفات كوميدية وتكون اقرب للمسرح التجول والاعمال
الكوميدية الدرامية وتكون لحظات ممتعة لحظات تجمع الازماريين في موقع واحد
يستطيعون ان يندمجوا في لحظات لتكوين فريق
و الادندماج لتقديم عمل مشترك
جماعي للترفيه عن الاخريين وهنالك بعض المناطق في العاصمة الاثيوبية اديس اببا
تشتهر بتقديم عروض للازماري على سبيل المثال لا للحصر ( كازانجس – اديسو قبيا) بعض
الاحياء القديمة وتشتهر مدين بحردار بهذا النشاط خاصة المقاهي الليلية التي يتم
تقديم عروض الازماري فقط عبر مسارحها
ويعتبر نشاط الازماري من النشاطات الثقافية والتراثية الشعبية المميزة في اثيوبيا والتي ترجع
لاقدم العصور وتعتبر مهنة متوارثة من الاجداد للاجيال ولاتتوقف ابدا مهما تغير
الزمن واستحدثت الالات الموسيقية لانها الة تحمل تراث وارث فريدا من نوعه واصبح الجيل الجديد الان يميل للاستماع الازماري
كنمط فريد ولا تتوقف هذه المهنة مهما طال الزمن لان هنالك اجيال دوما يتوارثون هذه
المهنة التي صارت جزء من الثقافات التراثية لدي المجتمع الاثيوبي المتعدد الثقافات
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق