الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

فيلم طيزا.................. لهيلي قريما



فيلم طيزا.................. لهيلي قريما

انور ابراهيم حمد
اثيوبيا – اديس اببا

فيلم طيزا الذي انتج في العام 2008 م ، وقد حاز الفيلم على عدد من الجوائز، في المغرب ومصر ضمن مهرجان السينما الافريقية في الاقصر ،هذا الفيلم يتحدث عن مثقف عاد لوطنه للمساهمة في تطوير بلاده ،في فترة كانت البلاد تشهد حروبا اهلية ، و يسرد هذا الفيلم قصة حدثت في عهد النظام لاحمر، ابان فترة العقيد منقستو هيلي ماريام  ،والتي اذاقت البلاد الامرين، وكان الفيلم يتحدث عن التجنيد القسري للشباب والصبيان ،واعتقال كل من يرفض العسكرية والالتحاق بها، وحتي ابناء المزارعين كان يتم اعتقالهم وارسالهم الى الجيش، في الوقت الذي لا يوجد فيه  شخص يحرث الارض، فكان الجميع يلجؤون نهارا للكهوف والجبال، هربا من العسكر (الدرق ) وليلا يعملون في زراعة اراضيهم، ولم يكن يتواجد في القري والمدن نهاراً سوي كبار السن والشيوخ.


ومن جانب اخر يتحدث الفيلم عن هجرة العقول،التي يحتاج اليها الوطن للخارج  ،وما يلاقونه من اضطهاد مثل التفرق العنصرية في المانيا مثلا ،ما حدث لبطل الفيلم المتمثلة في شخصية (امبربرو )، الطبيب  الذي درس في الخارج وعندما عاد لبلاده  ،واجه هجوما وضغطا  وفقد صديقه في احدي عمليات الارهاب الاحمر، التي تعاني منها  البلاد من ضغوط الحكام، وخرج ضمن بعثة للخارج (المانيا)ووجد انه يعاني من اضطهاد لأنه اسود البشرة ، هاجر وعاني ايضا خارج بلاده من التفرق العنصرية لأنه اسود وتم القائه من اعلى مبني ،من قبل مجموعة عنصرية وفقد ساقة ،وعاد لبلاده وهو معاق وقد فقد احدي  ارجله .
الفيلم يتحدث عن الارهاب الاحمر ،والتي مرت بها اثيوبيا ابان فترة النظام الاحمر في اثيوبيا (الدرق)، وتعذيب الكوادر المتعلمة وهروب العديد من الخبراء والمختصين ، وكانت اثيوبيا في تلك الفترة بها طبقتينفقط ،طبقة  فقيرة وارستقراطية،  لا توجد طبقة  وسطي والمتعلمين كانوا يرفضون الوضع ،في ذلك الوقت وكان الحل والوحيد هو الهروب خارج البلاد .


فيلم طيزا اول فيلم من نوعه في اثيوبيا، يتحدث عن الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في البلاد  في فترات سابقة،  فيلم يهتم بكافة القضايا في فترة من الفترات التي مرت بها البلاد، بالإضافة الى ذلك الحياة الاجتماعية في القري ،وحياة الثوار في الجبال الذين يقضون نهارهم هربا من نظام الدرق، وليلا يدخلون  الى المدن والقري  ليساعدوا ذويهم في حراثة الارض ،والتزود بالزاد ومعرفة اخبار العسكر واخر ما حدث ومن مات ومن اعتقل، وفي الصبح يعودون للجبال والكهوف .
يعكس الفيلم الصراع الذي يدور بين النظام والطبقات الاجتماعية الضعيفة ورفضهم للظلم والقهر والبطش الذي كان يمارسه النظام الاحمر وهروب الشباب للالتحاق بالعسكرية وانضمامهم لحركات التحرر التي ترفض النظام القائم في البلاد، ويعكس ايمان الأهالي بالطب التقليدي وايمانهم بدور الكنيسة في حل قضاياهم وعلاجهم ودور القساوسة كفلاسفة وخبراء واقتناع الأهالي في القري وبعض المناطق بالنزر وبدو كبار السن في القرية .
طيزا يجول بالمشاهد دخل القري الاثيوبية التي بها العديد من العادات والتقاليد التي منها ما هو ضار ومنها ما هو ارث مازال مستمرا ، ورغبة الناس في التعليم رغم ضيق ذات اليد والمعانا ة وعدم توفر المدراس والمواصلات كيف يقوم معلم متطوعات بتعليم ابناء القرية تحت سقف من القش واللبن بدون مقابل وهو يحضر من مناطق بعيدة .


هيلي قريما حاول تقديم مشاهد عديدة للحياة في اثيوبيا في ظل النظام الديكتاتوري الاحمر وكيف كان واقع الحياة الاقتصادية والسياسية في البلاد ومن خلا طيزا قدم صورة عامة للواقع الاثيوبي في نهاية عهد الامبراطور هيلي سلاسي وعكس مجمل صور الحياة التي كان يتوقعها الاثيوبيون في ظل نظام جديد وكيف استقبلوا الثورة الحمراء التي انقلبت على الشعب   واصبحوا يواجهوا نظاما احمر قاسي ويبط بكل من يرفض ويحتج .
هيلي قريما منتج اثيوبيا من مواليد مدينة قندر في العام1946 م وهاجر للولايات المتحدة الامريكية تخصص في الاخراج والانتاج السينمائي وكان والده مسرحي ايضا ونال هيلي قريما خلال حياته العملية العديد من الجوائز .

وحصل فيلم طيزا على جوائز عديدة منها  جائزة الحصان الذهبي في مهرجان السينما الافريقية 2009م، وجائزة افضل فيلم روائي طويل في مهرجان اميان في فرنسا2009م،وجائزة في مهرجان تورنتو في كندا في عام 2009م ، وجائزة مهرجان السينما الدولي في النمسا 2009م والعديد من الجوائز في التمثيل والموسيقي والبطولة .
قدم هيلي قريما السينما الاثيوبية في المحافل الدولية، عبر انتاج ضخم عرف العالم بالسينما الاثيوبية ، وهو فيلم طيزا الذي قدم عمل سينمائي كبير، وليس ببعيد ان السينما الاثيوبية قدمت العديد من الاعمال ،ولكن تقف اللغة عائقاً دائما امام هذه الاعمال للانتشار ،والان بدأت اثيوبية ترجمة العديد من الاعمال للغات العالمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق