الاثنين، 30 نوفمبر 2015

في بلد تكثر فيه الامطار ...... رحلة البحث عن المياه





في بلد تكثر فيه الامطار ...... رحلة البحث عن المياه
انور ابراهيم احمد (كاتب اثيوبي )
اديس اببا – اثيوبيا

البلد الذي ينع منه ما مقداره 86% من مياه النيل وبه اكثر من عشرة روافد لنهر النيل وبه العديد من الينابيع  وتهطل فيه كمية كبيرة من الامطار في العام اذ ان معدل هطول الأمطار يتراوح ما بين 200 مم الي 2000 مم سنويا ، تقول الاحصاءات ((إن اثيوبيا من الدول الغنية مائياً. فالمياه السطحية المتجددة تصل سنوياً الى حوالى 122 مليار متر مكعب مصدرها كميّةٌ كبيرةٌ من الأمطار واثنا عشر نهراً و22 بحيرة ومخزونٌ كبيرٌ من المياه الجوفية المتجدّدة يفوق مليارين ونصف متر مكعب. ورغم أن أقلَّ من 2%  فقط من هذه الكمية من المياه يتم استغلالها سنوياً إلاّ ان متوسط نصيب الفرد من المياه العذبة فى أثيوبيا يتعدى 1.900 متر مكعب)).
رغم هذه الاحصاءات  الا ان  اثيوبيا  لا يستطيع ان تسد احتياجات شعبها من المياه الصالحة للشرب وتجد عملية البحث عن المياه وتوفيرها في معظم البلاد تحتاج لجهد وتعتبر من اكثر العمليات المجهدة في جميع انحاء اثيوبيا .
وان اكثر من نصف سكان اثيوبيا لا يستطيعون تغطية احتياجاتهم من المياه وخاصة في مواسم الصيف .
عملية مجهدة
يقوم النساء والاطفال في اثيوبيا بعمليات البحث عن المياه عدة ساعت يوميا السيد لمسافات طويلة تقدر بأكثر من 4-5 كيلومترات يوميا وهم يحملون على رؤوسهم وظهورهم اوعية محملة بالمياه .
تقول السيدة المنيش التي تقطن في احدي المن في اقليم اروميا  تقول: اذهب يوميا لموقع الحنفية التي تبعد عن منزلي حوالى اثنين كيلومتر عدة مرات في اليوم واحمل على راسي جالون ماء كبير  بسعة 36 لترا وهذا اثر لى من كثرة الحمولة ولدي طفلة الان هي من تقوم بهذه المهمة بعد مرضي .
السيدة ماشو تقول ان ها الحمل ثقيل جدا ولكن ماذا افعل الماء مهم ولأتوجد مواقع قريبة مني واذهب لهذا المكان البعد وتنميت ان يكون لدي حمار لحمل الماء ولكني لا املك المال
هذه هي حال العديد من النساء والاطفال في اثيوبيا حتي في العاصمة الاثيوبية اديس اببا العديد من المجمعات السكنية الجديدة والمواقع القديمة في الاحياء تفتقر لمياه الشرب نسبة لارتفاع المواقع وصعوبة جريان المياه فتجد هنالك من يحضر المياه  للمنازل من العمال مقابل 20 برا للعبوة سعة 36 لترا وهي قرابة الدولار امريكي  وهي لا تكفي ليوم وخاصة مع تزادي احتياجات المياه اليومية .
اصبحت عملية البحث عن المياه صعبة ليس على سكان الريف والقري بل حتي المدن الكبرى وفي طريقنا لمنطقة وندو قنت وجدنا صفوف طويلة لانتظار المياه في بعض النقاط التي قامت مؤسسات تطوعية بإقامة ابار ارتوازية وتصل الصفوف لمسافات طويلة ما بين من يسير مشيا على الاقدام او راكبا على ظهر الدواب ويحضر الأهالي من قري مختلفة متعددة .
مواقع للمياه للناس والحيوانات
يتقاسم الناس المياه مع الحيوانات من البرك الضحلة والمياه الغير صحية والغير محمية الشيء الذي يسبب بعض المشاكل الصحية ، والاغلب يستعمل المياه التي تتجمع في البرك من الامطار والتي قد تعرض حياة الناس للخطر وهنالك من يقوم بصعود وهبو مرتفعات وجبال يوميا من اجل المياه وعلى ظهورهم  احمالا ثقيلة .
يعتمد الاثيوبيون على مياه الامطار في مواسم هطول الامطار ام في الفصول الأخرى فليجا الناس للبرك ونقاط تجمع المياه في بعض المناطق البعيدة فتوجد مناطق لجمع المياه لعدد مبير من القري التي يشترك فيه الناس والحيوانات .
البحث عن المياه والمشاكل الاجتماعية
يتم ترك الاطفال في البيت لفترات طويلة لوحدهم بسبب عملية جمع المياه من قبل الامهات ويكون عملهن طول اليوم كذلك حمل الاثقال الكبيرة على الظهر بالإضافة لمشاركة الاطفال في هذه الاعمال الشاقة ومنها التوقف عن الذهاب الى المدرسة وممارسة الاعمال اليومية واحضار المياه وسقي الماشية والذهاب بها لمسافة طويلة بحثا عن المياه .
اجرت احدي المنظمات  المختصة بشؤون المياه ومقرها سياتل في اميركا دراسة  تصلت الى ان عشرين دولار يمكن ان تفر مصدر مياه لأسرة في عدد من المواقع في اثيوبيا  واكدت المنظمة ان هذا المبلغ رغم قلته الا انه يمكن ان يفيد بعض الاسرة بكافة الاساليب مثل توصيل خط مياه مباشر للمنزل في بعض المناطق وفي بعضها حفر بئر صغير وسط البيت وفي بعضها شراء حمار به برميل لإحضار الماء .
تقول احدي النساء في بعض المناطق في اثيوبيا ان ساعتان هي الفترة التي تنتظرها في طابور المياه يوميا او في احدي الفترات في اليوم الواحد وهذه الفترة لمليء جالون واحد ولمرة واحدة .
مدن تعاني من العطش
تعاني العديد من المدن الاثيوبية من العطش ويصعب توفير مياه الشرب فيها ومن هذه المدن العاصمة الاثيوبية اديس اببا والتي تعتبر من اكبر المشاكل التي تواجهها هي توفير مياه الشرب للمواطنين
رئيس الوزراء الاثيوبي السيد هيلي ماريام  دسالنج  في مؤتمر صحفي خلال هذا الاسبوع  يقول ((ان العاصمة الاثيوبية تعاني من توفير مياه الشرب ويتم تقديم حوالى 10 الف متر مكعب من المياه وخلال الشهور القادمة سنحاول توفير حوالى 130 الف متر مكعب  وقال ان توفير مياه الشرب للمدن من اكبر المشاكل التي تواجه الدولة الان )).

هل ستحل السدود الاثيوبية هذه المشكلة ؟
ان اثيوبيا الان بصدد بناء العديد من السدود الي تهدف لإقامة العديد من المشاريع التنموية التي تهدف   لتوليد الطاقة الكهربائية  وفيما يبدوا ان هذه السدود هي دود لتوليد الطاقة الكهربائية وليس للري او ما شابه ذلك وذلك حسب راي الحكومة الاثيوبية  وقد قامت الحكومة الاثيوبية ببناء العديد من السدود اهما سد النهضة الاثيوبي العظيم وسد قلقل قيبي 1 و قيبي 2 و قيبي3.
فكانت ان لجأت الحكومة الاثيوبية لمؤسسات التنمية العربية والغربية لإقامة مشاريع مياه المدن واهمها صندوق التنمية الكويتي الذي يتبني مشاريع مائية وتوصيل لخدمات المياه في كل من مدن اكسوم ودسي في شمال اثيوبيا ومؤسسات ارو ربية اخري في  مدن اخرى من البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق