الجمعة، 21 أكتوبر 2016

احداث المتمة وتهريب البشر

                                          احداث المتمة وتهريب البشر 
انور ابراهيم احمد(كاتب اثيوبي )
اثيوبيا - اديس اببا 
anwarethiop@yahoo.com 
anwarethiop@gmail.com
          الاحداث الاخيرة التي حدثت في مدينة المتمة الاثيوبية والتي كانت تهدف لتاجيج الصراع القبلي في المنطقة بين قوميتي الامهرا والتقراي والتي نزح بسببها العديد من المواطنين الاثيوبين الى الاراضي السودانية فنزوح الاثيوبيين للاراضي الاثيوبية ليس بجديد بل هي علاقة بين شعبين يلجئ كل واحد منها للاخر في اوقات الشدة فالشعبين السوداني والاثيوبي  اكثر الشعوب تواصلا وتقاربا ،فهذه الاحداث التي نشبت جراء بعض الخلافات السياسية بين الحكومة والمعارضة والتي تضرر بسببها الشعب الاثيوبي .
          عقب الاحداث الاخيرة  في الشمال الاثيوبي كانت الهجرة الى السودان تلك الهجرة التي وصفتها وسائل الاعلام بانها هجرة لابناء قومية التقراي عقب احتراق متاجرهم من قبل المجموعات التي تعمدت الدخول الى المدينة واثارة  الفتنة بين سكان المنطقة فمن خلال الصورة والبيانات التي وصلت الينا عبر مختلف المصادر المتواجدة علي الحدود الاثيوبية السودانية ووسائل الاعلام السودانية فان الذين قاموا بالهجرة الى الاراضي السودانية ليسوا من ابناء  التقراي بل هم من مختلف القوميات الاثيوبية (تقراي -ارومو -امهرا -جنوب البلاد ) اذ  ستكون هنالك قضية اخري !

مدينة المتمة معبر اساسي
 
         ان مدينة المتمة الاثيوبية تعتبر اهم المعابر الاثيوبية للحدود السودانية وفي هذه المدينة تتم عدد من العمليات التي يتم التخطيط لها لتهريب البشر اذ تجد اعداد كبيرة من الاثيوبيين وخاصة من الشباب يذهبون لهذه النقطة والمكوث عدة ايام حتي يجدوا طريقة للمرور عبر احدي النقاط الى السودان ومنها الى الاراضي الليبية ومن ثم الى اروبا .
        وتعبر هذه المنطقة من اكثر المناطق التي يكثر فيها المهربين للبشر والبضائع وكذلك تتم فيه الصفقات لتهريب البشر عبر الاراضي السودان بالتعاون مابين سماسرة البشر في الدولتين بطرق منظمة ويتم التخطيط لها عبر التواصل بين بعض الافراد مابين السودان واثيوبيا .

استقلال الحدث
 
           يتم استغلال الحدث من بضع الافراد والذين يعتبرون هذه فرصة سانحة لعبور الحدود والدخول الى الاراضي السودانية دون ان يدفعوا اي مبالغ للعبور والتي تعتبر هذه المحاولة جيدة للذين كانوا قد جاءوا الى هنال للدخول للاراضي السودانية وخاصة ان هذا الطريق هو الطريق المعهود للذهاب الى اروبا او الى مصر ومنها الى اسرائيل عبر صحراء سينا .
           معظم الهجرات التي تمت من لااراضي الاثيوبية الى ليبيا واوروبا كانت عبر هذه النقطة وعبر مهربين منظمين يعملون في هذا المجال في المنطقة الحدودية بين البلدين والذين يجمعون اموالا طائلة جراء ايصال هؤلاء الافراد الى مابعد الخرطوم وكسلا والان هنالك من يحاول عدم العودة بتقديم عزر عدم توفر الامان في البلاد وبالبعض قد سلحئ الى الخروج لبعض المناطق للعلم ان معظمهم من الشباب وليس كبار السن بل يكاد الاغلب يكون من الشباب والذي قد يكونا مستقبلا  عناصر سيتم استغلالها من قبل المعارضة الاثيوبية في بعض الدول المجاورة مثل اريتريا .

ماذا بعد استقرا الوضع ؟

           هل سيعود النازحين عقب استقرار الوضع ام سيظلون داخل الاراضي الاثيوبية على الحكومتين ان تعي مخاطر هذه الهجرة والتي قد تكون منفذا جديدا لعبور البحر الابيض او استغلال بعض البشر من قبل تجار البشر وتقديم الاغراءات لهؤلاء الافراد للسفر للخارج عبر الطرق المعهودة والذين سيكونون من ضحايا الهجرة الغير شرعية  . 

     ان الوضع الان قد يؤدي لانفجار جديد في المنطقة وخاصة ظهور حركة لجؤ جديدة بين البلدين  وخاصة ان تلك المنطقة تعتبر من المناطق التي تكثر فيها حركة البشر  . 
 تعتبر احداث المتمة الاخيرة خطوة اخري  لفتح معسكرات لجؤ جديدة  للاجئين الشئ الذي قد يؤدي لتفاقم الازمات الانسانية في المنطقة وازدياد عدد طالبي اللجؤ في المنطقة بين البلدين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق